حفيظ حليوات
التحيات لابي عروة الافطح، والزكيات لابي عروة الافطح ، أشهد انك الواحد الاحد الاوحد، الذي ليس مثله احد ،بيدك الخير واليك المصير وانك على كل شيئ قدير،مفاتيح الرزق بيدك تهبه متى تشاء وتمنعه متى تشاء، الرياح تسبح بحمدك والقمر والحجر…. المجد لك….. المجد لك…… المجد لك…..
كنت انتظر بعد كتابتي لعدد من المقالات التي نبهتك فيها بان تتقي الله في عباده وبان تتذكر ايام ” الحزقة ” التي مررت بها و تدخل يد الله من اجل مساعدتك حتى اصبحت على ما انت عليه اليوم بان تقوم باصلاح ما افسده الجشع وبان تحن لتلك الايام،لكنني افاجأ اليوم ،واعلم انني كنت واهما وبان مرض العصر قد تمكن منك واصبحت غير قادر على التراجع،لذا اريد ان اشرح لك امرا مهما عليك معرفته،فشكايتك التي قدمتها ضدي لن ترهبني لانني اعرف جيدا طعم الجوع الذي تنكرت له ،كما اعرف جيدا طعم الحرية التي فقدت مذاقها،اليوم ساذكرك وامام الملأ حتى لا تنسى فلربما تحن لصوت الطفطاف العجيب الذي كنت تمتلكه،و رائحة تلك الغرفة الوحيدة التي شاركتها مع الجيران،كما سأهديك دليلا جديدا بالاسم والصفة من اجل مقاضاتي.
وانا ابحث بين ثنايا الماضي والحاضر في اهم محطات حياتك، وجدتني اقف مرات عديدة لاتأمل في التشابه الكبير بينها وبين جل محطات حياة مزاليط هذا الوطن ،فقد علمت انك نمت ليالي كثيرة بدون” عشاء “، كما علمت انك لطالما استجديت عملا من ارباب الشركات بالحي الصناعي دون فائدة، ليكبر فيك سخط عارم عن الاوضاع المتردية ما جعل منك قلما سليطا على كبار الوطن باحد الجرائد المغربية. سخط لم يستمر طويلا بعد الصفقة التي عقدتها مع احد الكبار الذي اراد ارضائك فاسست رفقته صندوقا اسودا ذهب بجوع الليالي الطويلة للابد، كما ذهب برائحة الغرفة التي شاركتها مع الجيران،وهنا اجد المفارقة الكبيرة بينك وبين مزاليط هذا الوطن،فهم لم يبيعوا كما بعت انت، كما انني اصبحت اخشى عليك ان يصير مصيرك كمصير كل أبطال برنامجك المحبوب ” با لحنين ” لان عين الله تراقبك كما ساعدتك يده في احد الايام والله يمهل ولا يهمل.
ولانك لست اهلا للعبادة والتقديس اقول كما يقول كل الصالحون في هذه الارض ،التحيات لله، والزكيات لله ، أشهد ان لا اله الا الله الواحد الاحد الاوحد، الذي ليس مثله احد ،بيده الخير واليه المصير وهو على كل شيئ قدير،مفاتيح الرزق بيده يهبه لمن يشاء ولا يمنعه على احد الرياح تسبح بحمده والقمر والحجر…. المجد لله….. المجد لله…… المجد لله.
