الصحافيون ..و”المؤثرون” الى اين…

17 يوليو 2023 - 9:11 ص

اباضة عبد الهادي 

أقول ومن الوهلة الأولى، بأنني أعرف جيداً ماذا يعني صحافي، بيد أنني وبكل وضوح لا أعرف ماذا يعني “مؤثر”،لكن أعرف أن هذا المصطلح أصبح يطلق على شريحة تزعم أنها تعرف كل شيء، ويزعمون أنهم صناع محتوى على الشبكات الاجتماعية. وظني أن من يتصورون أنهم يعرفون كل شيء..هم في الواقع لا يعرفون شيئاً.

ما استثارني لهذا الحديث تقرير بثته وكالة الأنباء الفرنسية، يبدأ بخلاصة تقول”يعول الشباب اليوم على المؤثرين والمشاهير أكثر منهم على الصحافيين كمصدر معلومات، وفق ما ورد في تقرير يشير إلى الأهمية المتزايدة لتطبيق تيك توك الاجتماعي كقناة لاستقاء الأخبار”. وجاء في التقرير كذلك أن”الأجيال الأكثر شباباً التي تربت على الشبكات الاجتماعية، غالبا ما تولي المؤثرين أو المشاهير اهتماماً أكبر مما توليه للصحافيين،حتى في ما يتعلق بالأخبار”.

بل ويشير التقرير إلى أن”أبرز ما ظهر هذه السنة أن غالبية مستخدمي تيك توك وسناب تشات وإنستغرام يقولون إنهم يعيرون اهتماماً أكبر للمؤثرين والمشاهير كمصدر معلومات. في المقابل، يحتفظ الصحافيون بالدور الأبرز على فيسبوك وتويتر، الشبكتين الأقل شعبية بين الشبان”. تعني الأخبار للشبان” أي جديد في أي قطاع، مثل الرياضة والترفيه وأخبار المشاهير وأحداث الساعة والثقافة والفنون والتكنولوجيا وسواها”.

لدي شخصياً صفحات في جميع الشبكات سواء تعلق الأمر بتلك التي يصفها التقرير بأنها”محافظة”ومنها فيسبو وتويتر ولينكد إن، أو “شبكات الشباب”، وأعني “يوتيوب و تيك توك وسناب تشات وإنستغرام”.

من موقعي كصحافي استقصائي أي ناقل للأخبار والمعلومات وذلك الذي لا يملك الحقيقة لكنه يبحث عنها،أقول ليس هناك صحافي يحترم نفسه تصل إليه أخبار حقيقية ويتردد في نشرها،وعندما ينخفض سقف الحريات فإن بعض الصحافيين يعانون وحشة النفي الداخلي سواء كان النفي وراء الصمت أو وراء القضبان.

من هنا يمكن أن نفهم تصريحات الصحافية الفيليبينية ماريا ريسا الحائزة جائزة نوبل للسلام عندما انتقدت المنهجية المتبعة في التقرير الذي يضع مؤشراً للثقة في وسائل الإعلام لكل بلد على حدة. وترى أن هذه المنهجية لا تأخذ بالاعتبار “التضليل الإعلامي” الذي تمارسه الأنظمة الشمولية ضد وسائل الإعلام المستقلة.

أتفق معها تماماً،إذ العلة ليس في الصحافيين أو في وسائل الاعلام، بل المشكلة تكمن في أن الناس وبسبب تدني سقف الحريات لا يصدقوا الصحف والقنوات والإذاعات، باستثناء نشرة “أحوال الطقس” .

بكيفية عامة تطفح جميع الشبكات بالأخبار الاجتماعية، وليست أخبار المجتمعات التي تهم جميع الناس وفي أغلب الأحيان تكون أخباراً غير موثقة ولا نعرف مصدرها.
(نواصل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *