البارحة مأساة الصويرة..واليوم عمال شركة النظافة ozone فرع بوزنيقة .

22 نوفمبر 2017 - 11:16 ص

بوشعيب العمراني

أمام المديرية الإقليمية للتشغيل والشؤون الاجتماعية..إلتقيناهم هناك..عمال وعاملات شركة النظافة ozone فرع بوزنيقة..بوجوه شاحبة ونظرات حائرة تبحث عن الأمل المفقود في حل لمشاكلهم العويصة..وهمومهم المتراكمة..وبفضولنا الصحفي قررنا أن نستمع إلى شكواهم المؤلمة..وسرعان ما اكتشفنا حجم الأسى واليأس والحرمان والغبن الذي يطبع نبرات أصواتهم..رغم أن أحلامهم وطموحاتهم البسيطة..لم تتعد الحصول على لقمة العيش بكرامة وعزة..وبعرق أكتافهم المثقلة بهم سنين الحرمان الطويلة.

اليوم..أعلن عمال وعاملات شركة ( ozone) العصيان..وقرروا الانعتاق والتحرر من العبودية التي يعيشونها رغما عنهم..اليوم..قرروا تكسير حاجز الصمت الذي يخنق أنفاسهم..اليوم..خرجوا للاحتجاج..ضد العبودية..ضد الظلم..ضد الحگرة..ضد التهميش..ضد الإقصاء..وكلهم أمل في استرجاع حقوقهم المهضومة والمغتصبة..يحتجون اليوم رغبة منهم في إيصال صوتهم المبحوح للآذان الصماء التي قابلت مطالبهم باللامبالاة والاستقواء..وسياسة (جوع كلبك يتبعك)..

انتفضوا اليوم في وجه مدير الشركة الذي حولهم من عمال نظافة إلى فلاحين وفلاحات يحرثون ويحصدون..ويزرعون حبات الذرة..ويكنسون روث الأبقار..يبنون ويحفرون ويسيجون كل شبر في ضيعة المدير الشاسعة..من ساعات الفجر الأولى..الى ساعات متأخرة من الليل..دون أدنى احترام لبنود دفتر التحملات الذي يربط رب العمل بالعامل..ودون أدنى احترام لكرامتهم المهدورة..مستغلا بذلك فقرهم المدقع..والهشاشة التي يعيشون فيها..وحاجتهم الماسة إلى دريهمات المرتب الهزيل الذي هو الآخر لم يسلم من سطوة وجبروت وظلم الشركة..حيث يتم اقتطاع جزء كبير منه في خرق واضح لبنود عقد الشغل الذي وقع عليه العمال عند التحاقهم بالشركة..فلا يتبقى لهم سوى الفتات الذي لا يسمن ولا يغني من جوع..وهذا كله بشهادات موثقة للعمال المتضررين.

اليوم وبعد أن أمضوا أكثر من سبع سنوات في خدمة شركة أوزون للبيئة والخدمات..يجدون أنفسهم مجبرين على توقيع عقد عمل جديد مع شركة أخرى،إسمها أوزون باي،ببنود أكثر إجحافا وإذلالا،والأدهى من ذلك هو إجبارهم على توقيع توصيل تصفية لكل حساب بمبلغ 874 درهما عن سبع سنين من الخدمة،موزعا على الأجر والعطلة السنوية ومنحة الأقدمية والتعويض عن الفصل والتعويض عن الساعات الإضافية…

هذا غيض من فيض من مآسي وطننا الحبيب..البارحة الصويرة..واليوم عمال شركة اوزون فرع بوزنيقة..وما خفي كان أعظم..ولمسؤولينا الكرام واسع النظر..ولنا عودة في الموضوع في تحقيق شامل بالصوت والصورة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *