“مول الخزاين الله يهديك..مول الميزان بين إيديك”

13 أكتوبر 2017 - 4:50 م

حفيظ حليوات

اصبحت عبارة ” عينك ميزانك “تروج بكثرة هذه الايام خصوصا مع اقتراب الانتخابات الجزئية المقبلة بدائرة بنسليمان، عبارة لم نفهم قصدها بعد، ولم نجد لها مرادفا بالمعجم الخاص بالانتخابات، ما دفعنا الى استفسار عدد كبير من سماسرة الانتخابات المختصين ،لنعلم اخيرا المعنى الحقيقي لهذه العبارة وما تختزنه من معاني شتى، كما استطعنا و بمشقة كبيرة التعرف على صاحبها ،عبارة ستتحول مع مرور الزمن الى نظرية ستدرس في الجامعات الكبرى ،كما سيصبح صاحبها من المشاهير بين اصحاب النظريات الحديثة وربما ايضا ينصب له تمثال مكان ” بوسناسل”.

ولان جل ساكنة هذا الاقليم البئيس تتخبط في الجهل والفقر  والهشاشة ،وتنتظر موسم الانتخابات بكل شغف لتدوير الناعورة و تلقي ” المرفودة “،فقد استطاع صاحب هذه العبارة ان يدخلها الى جميع البيوت السليمانية بابتسامته البلهاء المعروفة،وبطريقتة السهلة والسلسلة والتي لا يجد صعوبة في تمريرها وترسيخها في أذهان الجميع  ما دامت كل نفس ذائقة الموت،والحبة والبارود من ظهر مول الميزان، وما دام مول الباش يعتبر لحد كتابة هذه السطور رئيسا للموتى بامتياز ولم يستطع التعامل مع الأحياء.

عبارة عينك ميزانك التي تشكل أهم أركان نظرية البابا، لم يستطع كل الأساتذة المتعاقبين على التدريس بمدرجات أكبر الجامعات تلقينها لطلبتهم في مادة العلوم السياسية ،عبارة بعثرت كل الاوراق والمفاهيم ومزقت الخريطة السياسية بالاقليم،وتركت القلب النابض ” بنسليمان ” بدون مقعد في قبة البرلمان،وهي سابقة في التاريخ الشيء الذي جعل اباطرة الانتخابات يتسابقون  من اجل شراء ود البابا مول (الخزاين والكراسة) باعتباره ورقة رابحة رغم ضعف مستواه السياسي والثقافي ومهما كلفهم ذلك من ثمن .

عينك ميزانك عبارة تغنت بها مجموعات (عبيدات الرمى) و (الشيخات ) عبر العصور كما توارثها الآباء عن الأجداد ولقنونا إياها لردعنا ونحن صغار قبل اتخادنا لاي قرار في الحياة ،ومن هنا استقرت في مخيلة مول (الخزاين والكراسة) ليصنع منها الحدث و يرجح كفة صاحب الميزان في الانتخابات الفارطة .

اليوم وبعدما كبر طمع مول (الخزاين والكراسة)،قرر فجأة تغيير مكانه في رقعة الشطرنج من بيدق قتال إلى لعب دور الملكة في الرقعة، وهذه المرة بأذرع كثيرة ومتنوعة تسهل عملية الإفتراس والهضم ما دام مول الميزان (حاصل بين إيديه) ويبحث عن الخلاص من متابعاته الكثيرة بأي ثمن وبأقصى سومة.

167 مليون سنتيم كان ثمن بيع 2400 من سكان مدينة بنسليمان بالجملة لمول الميزان، ترى وبعد كل المستجدات التي يعرفها الإقليم،هل سيرتفع الثمن اليوم..؟؟ أم أن مول (الخزاين والكراسة) سيكتفي بنفس المبلغ .

لنجد أنفسنا اليوم أمام أغنية رائعة و جميلة تتغنى بها النساء للحجام “الحجام الله يهديك..راه وليدي بين إيديك” فيما سنغني نحن للبابا مول (الخزاين والكراسة)…

“مول الخزاين الله يهديك..مول الميزان بين إيديك”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *