شوف تشوف …….مجانا…

21 سبتمبر 2017 - 8:50 م

حفيظ حليوات

وانا اتصفح جراند اليوم باحد الاكشاك بمدينة بنسليمان أثر انتباهي كتيب صغير منزوي باحد الاركان بعنوان ” شوف تشوف “، ومما زاد من دهشتي وانا ابحث بين طياته  ملحوظة بجانبه الايمن  كتب عليها. غير مخصص للبيع يوزع مجانيا مع كل جريدة، فسالت صاحب الكشك عن الثمن رغم الملحوضة، لكن هذا الأخير لم يعرني اهتمام واجابني بصوت جاف مشبع برائحة تبغ رخيص راه فابور غير “خدوا وهنينة منوا “.

مسكت الكتاب بلطف وتعجب وتلمست طريقي كالاعمى مخافة ان يتراجع صاحب الكشك عن كلامه و بخطوات تابثة توجهت نحو سيارتي وانا لا أكاد اصدق ،خصوصا وانا  اعرف صاحب الكتاب الصحفي المعروف رشيد نيني صاحب ومدير جريدة الأخبار حق المعرفة .كتيب من حجم صغير يجمع  مقالات  محتارة لهذا الصحفي والتي جاءت في عموده المشهور ” شوف تشوف “، لم يكن همي قراءة محتوى الكتاب فانا من متتبعي هذا العمود، كانت أفكاري تبحث عن الحقيقة التي محتها عبارة مجاني فقط .فانا اعرف الشاعر والصحفي عن كثب واعرف ايضا أن مصطلح فابور  لا يوجد في قاموسه .كما اعرف حقيقة تحوله وفي زمن قياسي من بائع حبوب ” الصوجا ”  إلى ” دومالي ” صاحب قناة تلفزية وعقارات لا تعد ولا تحصى اخرها 1000 متر مربع مطلة على البحر بجماعة المنصورية.

المهم حاولت ان أعيد قراءة بعض المقالات فلم أستطع إذ أجد نفسي اميل إلى تلك العبارة التي استفزت فضولي ” فابور ”  حيث كان لابد لي من معرفة الحقيقة والرجوع إلى صاحب الكشك واستفساره في بعض النقاط لعلي اجد جواب شافي او اتوصل لشيء يرضي قناعاتي مهما كلفني الثمن.والثمن كان بسيط جدا “براد اتاي  افتوا لهيه “وسرعان ما وجدت  نفسي اتبادل النكت مع صاحب الكشك  ونرشف الشاي الاخضر المنعنع وأجول به من موضوع إلى موضوع حتى أوقفته بنظرة ماكرة وحادة وسؤال محرج عند عبارة ” فابور ” بذلك الكتاب.

  اخذ صاحب الكشك نفسا عميقا وبادلني نفس النظرة الحادة معبرا عن استياءه الكبير من الشركة الموزعة لهذه الجريدة مفرغا جام غضبه على طريقة تعاملها .وأن  همهم الوحيد هو عدد المبيعات اليومية للجريدة وليس ما تحويه من أحداث وأخبار فوجدت نفسي داخل حلبة النقاش فبدأت استفسره بكل عفوية عن هامش الربح بالجريدة وعدد المبيعات،قاطعنا أحد الزبائن وهو يسأل صاحب الكشك عن جريدة اخبار اليوم فأجابه بسرعة وبثقة زائدة في النفس “مع التسعود تتسالي” كين غير الجرائد الاخرى”.جواب بالنسبة لي غير مقنع فانتظرت رحيل الزبون تم توجهت له بسؤال اخر في نفس الموضوع.واش جريدة الأخبار مبقاتش تتباع مزيان ،همهم لي وأشار إلى احد أركان الكشك. اذ برزم من هذا الجريدة اختلفت تواريخها .وغطاها الغبار.فعلمت اخيرا معنى عبارة “غير مخصص للبيع يوزع الكتاب مجانا مع كل  جريدة”.

ودعت صاحب الكشك بعدما قضيت معه حوالي ساعتين من النقاش العميق.وفي طريقي لمقهى الكوميدي افزعني صوت امرأة عجوز تتسول وتغني ” الدنيا ميزان مرة طالع مرة نازل فرحاتك افاعل الخير.نظرت لها بابتسامة خفيفة وقلت في داخلي ” فرحاتك ا فاعل الخير ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *