عش نملة ….تاكل سكر

11 سبتمبر 2020 - 9:24 م

حفيظ حليوات

هذه هي اخر كلمات نطقتها شفاه خالتي رابحة لابنها جلول وهي تحتضر بفراش الموت قبل ان تفارق عالمنا هذا المليء بالتناقضات {عش نملة ….تاكل سكر}.

كلمات لم ينتبه جلول لمعناها الحقيقي الا بعد {مونلوك} الموت الذي عاشه في دقائق معدودة مباشرة بمراسيم الدفن والعزاء.

يقول مدير المدرسة {سي احمد} وهو يذرف دموعه الغالية عل جميع سكان الدوار .

خالتي رابحة المناضلة أعطت كل شيء لهذا الوطن ولم تأخذ شيء، كان حلمها بسيطا جدا كباقي أحلام المغاربة…. كانت تحلم بتوسيع المدرسة المكونة من غرفتين يتقاسمهم جميع تلاميذ المستويات التعليمية، وكانت تحلم ايضا بإنشاء سقيفة تقي تلاميذ هذا الوطن برد الشتاء وحر الشمس بعدما تابعت لمدة سنتين مخطط التنمية البشرية على مذياعها الصغير الخاص بإعادة هيكلة المدارس القروية، وخصوصا بعدما لم تستطع الوزارة فعل شيء رغم ألاف المراسلات.

مسكينة خالتي رابحة لم تعش لترى حلمها يتحقق.

وتقول لالة منانة « قابلة» الدوار بحرقة…..لمن خليتينا ايتها الحبيبة، فأنت المؤتمنة الامينة، أنت سر القبيلة وسر سكانها، فكيف لك اليوم ان تفارقيننا بهذا الشكل …

ألم تتعهدي داخل خلوة سيدي محمد بنسليمان امام الشموع المتوجهة بتزويج جميع عازبات الدوار، وبأن تدفعي مهورهن …..اين {كموسات الحنة وزيوف حياتي وقرطاس الشمع}؟ أين فرص الشغل الذي وعدت بها شباب هذا الدوار؟ وماهو مصير 196 بقعة بالحي الصناعي ؟.

فيما ينوح {الكراب} في احد اركان البيت وهو يجلس القرفصاء….. وفيقي اختي رابحة…… فيقي… راه {عين الشعرة} جفات….. وعين الدخلة{فسدات} …..{البيار} وكحات أ رابحة، وانت نوضي…..نوضي…. ازينة لعيالات. ألست انت من أكد لسكان الدوار ان القايد سيقوم بانشاء مجموعة من السقايات، وبأن مقولة رئيس الحكومة ستتحقق «حل الروبيني …اجيك الماء» ألم تتعهدي امام جميع نساء الدوار انني سأرتاح أخيرا من هذا العمل الشاق الذي اقدسه وأحبه حتى الجنون.

لم يفهم جلول معنى كل هدا الكلام الذي قيل في حق امه، فجلول غادر الدوار صغيرا رفقه أبيه الى المدينة بعد طلاقهما، ومنذ ذاك الوقت لم يسمع شيء عن أمه حتى علم من أحد أقاربه أنها تحتضر وتريد أن تراه لاخر مرة قبل الرحيل………يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *