« قال ليك البحر تيجوع ….  واش انت غادي بكسكروط ديال الطون و الفلفلة مقلية وباغي تشبع »

14 يوليو 2020 - 1:14 ص

حفيظ حليوات

هذا ما توصلت اليه بعد مرور 45 سنة من عمري في زيارة خفيفة قمت بها هذا المساء لقصبة بوزنيقة,فلا لغتهم  لغتنا, ولا رائحتهم رائحتنا ولا ابتساماتهم….. رقصهم …..حركاتهم…. حكاياتهم……. تشبهنا, فمن العيب والعار علينا نحن ابناء الشعب المقهور ان نعكر صفو النخبة وبان نشاركهم نسيم بحرهم وامواجه, وما علينا الا الاكتفاء بالعوم في «  البانيو ّ » بدل التبهديل في وسائل النقل, كما لا يجب علينا ان نمني النفس بغذ افضل ,فسيضل الفقير فقيرا ويزداد الغني  غنى.والاهم من هذا وذاك ان نبعد ابنائنا عن مثل هذه المواقف الحرجة خوفا من إصابتهم بعقد نفسية تعيش معهم الى الابد.

احساس فضيع وانت تشاهد ابنائك وابناء من حولك من الطبقة المطحونة « تيتشلبطواّ » من الصباح  حتى المساء تحت اشعة الشمس الحارقة, فيما يرقص ابنائهم  على ايقعات واصوات « البوكاتي والمازيراتي ولكوادّ » وينتظرون رحيل «  هبش » من الشاطئ حتى يسنى لهم  النزول والتمتع بمنظرالغروب .

اشياء غريبة شاهدتها اليوم جعلتي اعيد النظر في مجموعة من المبادئ والقناعات التي  كنت اعيش عليها واظنها هي سبب تعاستي وتعاسة 40 مليون مغربي, فمثلا كانت امي تقول ان اكل العدس مرة في الاسبوع مفيذ جدا لانه يحتوي على مادة الحديدة وبان سمك السردين يحوي هو ايضا مجموعة من الفيتامينات «  س… و …د ….و…..خي ّ » و يزيد امام المسجد في خطبة الجمعة بان القناعة كنز لا يفنى, وتزيد جارتنا « مي حليمة » ان لمرضى بخبزة غادي يرضى بنصها, بيني وبينكم واش الفيتامين “لفلكروفيت والكافيار والكلمار في السردين”, واش هما راضين بنص الخبزة ,راهم كلوا الخبز كامل ولم يتركوا لنا سوى الفتات وقصة العدس والسردين وموعضت خطيب الجمعة و كلمات مي حليمة.

عذرا بني …..عذرا بنيتي……لانني لا استطيع ولن استطيع، لكنني لن اكرر خطئ والدتي ولا كذبت الامام ,ولا لغو مي حليمةفالسردين من افقر اسماك البحر وارخصها اما العدس فهو غذاء كامل للفقراء مثلنا فقط، فيما تعتلي القناعة دراجات عليا في سلم النفاق وهي ايضا سلاح من لا حول له ولا قوة لمحاربة الحاجة والفقر, فيما تبقى كلمات مي حليمة معلقة بين السماء والارض كونها ضعيفة من حيث الرواية.

« قال ليك البحر تيجوع ….  واش انت غادي بكسكروط ديال الطون و الفلفلة مقلية وباغي تشبع »

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *