حفيظ حليوات
« كيفما تكونوا يولى عليكم »ّ
كامبولو.. القشلة.. بنسليمان.. مسميات عدة لمدينة واحدة تحولت عبر التاريخ وبسرعة الى مقبرة منسية عانى سكانها الامرين ,ما بين ضلم الحاكم الفرنسي « دالي ّ » وزبانيته من المتملقين والانتهازين الذين اتخدو من اكتاف السليمانين البسطاء مطية للاستحواد على خيرات وارضي المنطقة ككل,فذاقوا حلاوة العروس قبل عريسها و قطفوا غلة الارض قبل اوان نضجها ,هم اناس فوق كل الاوامر امام ساكنة لا تعرف الى لغة الانحاء والغنوع والخضوع و « التبنديق ّ ».
خرج المستعمر من المغرب ,هلل كل الفقراء المغاربة فرحا بالاستقلال لكن شردمة من السليمانيين الانتهازين تشبعت من تقاليد المستعمر المبنية على العكرة والضلم والاستبداد ,هاته الشردمة هي التي تولت مقاليد الحكم بعد خروج المستعمر.
في اواخر السبعيات ستعرف مدينة بنسليمان انتخاب اول مجلس بلدي اسندت له مهمة تسيير شؤون المدينة المتطلعة للانعتاق من سلاسل العبودية والحلم بتاسيس مدينة حضرية على غرار مدينة المحمدية والدار البيضاء والرباط.
ولان المسؤولين انذاك عن الشان المحلي لم يتخلصوا من سادية الظلم والاستبداد ,استمروا هم ايضا في استعباد واستحمار الساكنة ,فكان معدل النمو بطيئ… بطيئ جدا, على غرار باقي المدن الحالمة كسطات.. برشيد ..والكارة المجاهدة.
1996 سنة شكلت الاستتناء في تاريخ بنسليمان عندما تدخلت يد السلطة في تغير نتيجة صناديق الاقتراع لفائدة صهر « اديس البصري ّ » بعد فوز ولد البلاد الذي قاد حراكا شعبيا توج بانتصار الارادة الشعبية وجعلت منه المخلص والمنقد من زبانية « دالي ّ ».
بدأت نفحات التغيير ,اوراش هنا وهناك بنية تحثية تتحسن وعقلية سليمانية تتطور وتطالب بالمزيد « الشغل , الصحة , التعليم ّ »
ولان اطماع المخلص كانت اكبر من اطماع المدينة وساكنتها,غاب في الزحام وترك المدينة تئن تحث اوجاعها,وتحت رحمة زبانية جدد استغلواغياب المخلص, وسكوت الطبقة المثقفة المتتبعة للشان المحلي او بمعنى اخر حزب الساكتون الذين تركوا الفرصة لسنبلة بالامس القريب كانت يتيمة وحباتها متبعترة متناثرة.
استقوت السنبلة بهولاء الناقمين على المخلص وانجبت اثنا عشرة حبة جلها فاسد او غير مكتمل النمو.
ّ باك طاح قال ليه من الخيمة خرج ميل ّ »
ولان محمد جديرة ندر نفسه ومجلسه خدمة للاموات تاركا الاحياء يعانون في صمت ,وتسلح بكلمة مرحبا هروبا من طلبات الساكنة المشروعة مستعينا بتغاضي السلطة الوصية ,تحولت مدينة بنسليمان وفي اقل من اربع سنوات الى مستنقع يعج بجميع مأسي هذاالزمان,فلا تنمية ولا انارة عمومية ولا محافظة على البنية التحية ,وعجز فضيع اتقل كاهل خزينة المجلس الذي لم ينفع لترقيعه لا ضرائب ولا مديونيات من السلطات المركزية,مديونيات لا محال ستئد أحلام المجلس القادم لسنة 2021.
ماذا تنتظرون منا الانضمان الى حزب الساكتون ام الانضمام الى حزب الواكلون ام ندع هذا وذاك ونجهر بصوت الحق بصوت الضمير بصوت الشعب المقهور الخائف.
نحن لكم بالمرصاد ,يوم لكم ويوم لنا ,يوم علينا ويوم عليكم, والايام سجال وكما قال العارف بخبايا الامرور « ولد الكرية ّ » جمعنا وقتلونا ولاد الشعب اخلفونا ّ »
……… يتبع
