سياسة الفراكة والفبركة وتدوار الحراكة.

8 فبراير 2018 - 8:50 م

رشيد العماري

إننا هنا إنهم هناك؛ إننا هنا ساكتون إنهم بإسمنا هناك ناطقون؛ إننا هنا منتظرون إنهم هناك هاربون؛ إننا هنا مواطنون إنهم هناك مرابطون؛ مرت عصور وعصور ومر معها أناس إلى القصور والقبور؛ والوضع لازال كما كان مقبور؛ واقع على الأرض مر وعلى الإعلام حلو بشهادة زور؛ لم يتغير شيء إلا نشيد وطني و تقسيم جغرافي يسهل على الناهبين خريطة العبور ؛ وحرية تجاوزت المألوف وتحولت إلى العلن بدل التكلم من الجحور.

لكن في بلاد الرجاء والوداد و حركة التوحيد والإصلاح و العدل والإحسان و السلفية الجهادية  و 16 جهة 420 وزير و 40 مليون نسمة الأمور بألف خير، فلا بطالة ولا جهل ولا سوء تطبيب ولا طبقية و لاقمع ولا نقص كرامة؛ في ظل إعلام يظل علينا عبر مجموعات النشرات الإخبارية يطمئننا انا الأمور بخير ؛ موضحين أن الناس الذي ماتوا بسبب البرد هم سكان أستراليا وأن الناس الذي يحتجون على سوء التطبيب هم سكان السويد؛ وأن المدارس التي أغلقت بسبب موجة الثلوج هم سكان روسيا ؛ و الفديوات المنتشرة والتي تبين بشاعة الجرائم هي لشعب الهنود الحمر.

فبعد مرور ثلاث عقود من الزمن  أكتشفت أن بلادي هي ضحية ترويج إعلامي عالمي يهدف إلى إسقاط إمبراطوريتنا العظمى التي توصلت قبل كل الدول إلى حقائق خطيرة مثل “جوع كلبك يتبعك ” “من دخل دار جطو فهو آمن ” “من لم يطع الحاكم فهو ظالم” ” من لم يرضى بالقدر فهو أتم ” بالإضافة إلى إكتشاف دواء “البرد و البواسير و لحلاقم ” عبر نبات “الفول و الفلفل و لخندجل” ناهيك عن فتح الحدود في وجه الأفارقة من أجل تغطية النقص في اليد العاملة؛ و محاربة كل الأشكال الثقافية و الأدبية والفنية باعتبارهم جسورا لفقدان التقاليد و الأعراف و الأخلاق الإسلامية الحميدة و نشر الفتنة في صفوف أغلبية الشعب العظيم.

صدق من نطق لمح وزاد تلميحا نسج معانيا وسكت .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *