قصة نجاح كيلو ابن بنسليمان بايطاليا..من لاعب كرة القدم إلى رئيس أمن خاص بميلانو.

19 أكتوبر 2017 - 6:09 م

هشام منياني

كثيرون هم الشباب المغاربة الذين انطلقوا من “الصفر” في بلدهم الأم، قبل أن يُظْهروا كفاءات وطاقات حققوا بواسطتها نجاحات أشادت بها المؤسسات التي يشتغلون فيها ، وبعصامية مطلقة استطاعوا أن يبصموا عن مسار حافل و متألق.

طارق كيلو، المزداد سنة 1981 ،المنحدر من مدينة بنسليمان وبالضبط بالحي الحسني، هاجر إلى إيطاليا سنة 2005 وبحوزته 200 دولار فقط، وفي مدينة عملاقة كمدينة ميلانو بدأ يتكون تدريجيا بدءا بإتقانه لغتهم التي لم يكن يعرف عنها شيئا، لكنه كان واثقا من قدراته على التعلم والتأقلم السريع والاندماج في المجتمع الجديد.

استقر “كيلو” بمدينة ميلانو، وهو يفكر في السبيل الأنجع لبلوغ “الحلم الايطالي”، وبعد ثلاث سنوات من العمل، ولج عش الزوجية، مما سهل عليه الاستقرار النفسي والعائلي،و وانكب “طارق كيلو” على استكمال دراسته رغم الانشغالات المهنية والعائلية ،بحيث حصل على ثلاث شواهد في تخصص رياضة FITNESS ، والتدريب داخل الصالات الرياضية الايطالية، وهو الآن يشتغل رئيس أمن خاص لأحد المراكز التجارية الكبرى بمدينة ميلانو، كما يقوم بالحماية الشخصية لبعض المسؤولين الكبار بإيطاليا.

طارق فتح قلبه “لتيلي بريس” وحكى لنا عن تجربته الكروية المتواضعة بالمغرب، بحيث لعب لشباب المسيرة سنتي 2001 و2002 ولعب كذلك لحسنية بنسليمان أيام الرئيس المرحوم محمد بوعمري، ثم انتقل إلى شباب المحمدية وجمعية سلا كما لعب مع وداد تمارة. وعن تجربته مع العنصرية، فلم يريد طارق التكلم عنها وبعد إلحاحنا صرح قائلا :” واجهت التمييز العنصري بسبب أصولي المغربية، لأن بعض الناس لم يقبلوني كمدرب للإيطاليين،لكنني استطعت التأقلم مع عادات الإيطاليين “.

“كيلو” مصر رغم كل هذه المشاكل على أن يثبت للجميع أنه نجح في الاندماج في المجتمع الايطالي، وأن الصعاب التي واجهته كانت بمثابة حافز قوي للمضي قدما، وإظهار صورة أخرى للشباب السليماني المنحدر من أصول مغربية رغم التهم والصور النمطية التي تشكلت حولهم وساعدت ظروفهم السيئة في ترسيخ صورة مشوهة عما تختزنه قلوبهم الطيبة .

وبخصوص إمكانية فتح قاعة رياضة ببنسليمان مستقبلا بعد العودة إلى أرض الوطن، أكد لنا أن كل شيء ممكن ولكن مازال الطريق طويل ويحتاج إلى المزيد من العمل الشاق والجاد…وعن سؤالنا عن رأيه عما يقع بمدينة بنسليمان  : ابتسم وقال بأنه يتابع باهتمام كبير ما يجري في مدينة بنسليمان بالخصوص عبر بعض الجرائد الإلكترونية المحلية وموقع التواصل الاجتماعي “الفايس بوك”،وبأنه يتمنى أن تتحسن الأوضاع بمدينته الأم حتى لا يفكر كل شبابها في الهجرة إلى الخارج،وعلى مسؤوليها أن يستغلوا الطاقات الشبابية السليمانية واستثمارها في تحسين شكل المدينة وسكانها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *