AisPanel

قصتي والمعارضة

16 ديسمبر 2016 - 8:22 م

بقلم رشيد العماري

مند مرحلة الطفولة أحببت موقع المعارضة رغم أنني لا أعرف معناها , فذاك الطفل الذي عاش في قبل سنوات كان دائما معارضا مناهضا لأبي الذي كان يرعب أمي و يفرض رأيه قسرا علي رغم أنه على خطأ ,فعندما كان الطفل يريد ابداء رأيه في حضرة الكبار كان جزاءه القمع والاحتقار بداعي سنه و فكره الطفولي , وعندما كبر الطفل و بلغ أشده وجد له بالمرصاد مجتمع أشد قمعا , ففي المدرسة يقمع و في الشارع يقمع وحتى في المسجد يقمع ,بدعوى أنه لا يفقه شيئا و أنه من جيل خالي الوفاض وعديم المسؤولية ,فوجد الشاب ضالته في المعارضة كالسبيل الوحيد للاحساس بالقليل من الانتماء و القليل من اثباث الوجود,

أصبح منطق المعارضة أكثر استهلاكا من طرف المغلوبين على أمرهم الفاقدين للرأي في زمن الرأي الواحد الذي يكمن تحقيقه الا بالدخول لعالم السياسة من بابها الواسع أو امتلاك رأسمال ضخم أو موقع سلطة له باع طويل , فالفكر في زمننا أصبح عار و الثقافة أصبحت عاهة و العلم أصبح محال ,

أخيرا أنصحك صديقي المغلوب على أمره بالمعارضة فهي الدواء الوحيد للقمع الممنهج من طرف الساهرين على عذابنا الأبدي , فكلمة معارضة لا تحتاج الى تحليل ولا دراسة معمقة ,فما عليك الا أن ترفض كل شيء ولا تسأل عن ماهيته , و أصرخ في وجه العموم و أفرض رأيك بعصبية زائدة و قل للأغلبية أنت دائما على خطأ مهما فعلت , وعندما تحس بتعاطفك معها أنصت بتمعن الى أغنية لطفي بوشناق ” خدوا المكاسب و المناصب و اتركوا لي الوطن” فالميت أمام غساله لا يتوفر حتى على المعارضة ,

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *