الهاتف المحمول اخطار ومشاكل وفقدان الذاكرة .

18 أبريل 2023 - 5:38 م

اباضة عبد الهادي

طرحت على نفسي ومعاريفي فكرة حملة مقاطعة الهاتف المحمول لمدة ستة أيام، واخترت لها شعاراً ” دعه يرن ويرن ياسادة .. نحن نقرأ ونكتب ولا نتصفح”. كان صعباً إقناع البعض بالتخلي عن رفيقهم الدائم، وعلى الرغم من ذلك منهم من تقبل الفكرة وطبقوها. جاءت الفكرة بعد أن أطلعت وقتها على تقرير نشرته “المندوبية السامية للتخطيط” يفيد أن معدل القراءة في المغرب دقيقتان في اليوم، لا تتوفر أرقام القراءة في دول أخرى بالمنطقة الممتدة من الماء إلى الماء، حيث تخشى معظمها الإحصاءات.

 

المؤكد أن تراجع القراءة أفرز ظواهر سلبية ، منها تدني مستوى الوعي وانتشار العنف اللفظي والجسدي، والعزوف السياسي.

الراجح أنه من السهل انتشار الجهل ولم يثبت بعد أن الوعي يمكن أن ينتشر تلقائياً، ثم أن الناس أضحت تتداول الأخبار والمعلومات شفوياً، وفي حالات كثيرة لم يكن هناك من قرأ وإنما هناك من سمع.

 

قرأت قبل أيام تقريراً مقلقاً بشأن دراسة علمية معمقة عن الهاتف المحمول، والآثار السلبية لهذا “الكائن” الذي أصبح يستيقظ معنا وينام معنا.

 

تفيد الدراسة أن البالغين يتفقدون هواتفهم المحمولة، في المتوسط، 344 مرة في اليوم أي مرة واحدة كل أربع دقائق، ويقضون حوالي ثلاث ساعات يومياً على أجهزتهم. ظني أن ثلاث ساعات رقم متواضع، إذ الرقم ربما يصل إلى سبع ساعات.

 

من أبرز المشاكل التي يخلقها الهاتف المحمول التأثير السلبي على الأعصاب والمخ، إضافة إلى إضعاف الذاكرة خاصة في مجال تذكُر الوقائع والاسماء.

 

 

اوقعت نفسي في ورطة “مثل كثيرين، أقضي الكثير من الوقت على هاتفي. ومثل كثيرين، أدرك تماماً هذه الحقيقة، وغالباً ما أشعر بالذنب، فإذا أردت أن أدفع فاتورة، ألجأ إلى الهاتف، وإذا أردت ترتيب موعد لتناول قهوة مع صديق، أستخدم الهاتف، وإذا أردت مراسلة أفراد العائلة، ألجأ إلى الهاتف.وينطبق الأمر نفسه في التعرف على حالة الطقس، وتدوين فكرة قصة خبرية، والتقاط صورة أو مقطع فيديو، وإنشاء ألبوم صور، والاستماع ، وإجراء حساب سريع، وحتى تشغيل الضوء”.

 

على المستوى المهني أدى انتشار الهاتف المحمول إلى ظهور ما أطلق عليه “صحافة واتسآب”، وأصبح هذا التطبيق منذ إطلاقه عام 2009 أشهر تطبيق للرسائل يستخدمه اليوم قرابة ثلاثة مليار شخص حول العالم.

 

هناك عدد متزايد من الصحافيين يستعملون واتسآب خاصة في إجراء حوارات مع المصادر باستخدام خاصية الرسائل الصوتية، وفي المناطق التي لا يمكن الاعتماد فيها على خطوط الهاتف، وهذه كارثة مهنية.

 

أختم وأقول هذا “الرفيق الدائم” بات يحتاج إلى وقفة، على غرار “دعه يرن ويرن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *