مجرد ابتسامة،،

18 مارس 2016 - 11:35 م

ذ،، شني عبد الصمد، عضو رابطة قضاة المغرب
قال القمر للشمس أراك تنيرين ملاك المنعمين،،
وتفزعين مني وكأنني مدحورا من رحمة رب العالمين،،
أجابت وهي تبتسم ابتسامة الصامدين،، بلى يا كوكبا خلدت ذكراه الميامين،،
لأنك فخري وفي الفخر تجول عزائم الناجين،،
قال : ويحك يا من نشرت ضوءها المخلد على أرض الصالحين،،
أأنت أنا؟ وأنا أفقه فقه الساهرين!
قالت: وما ضوئي إلا تسخير من المهيمن الصمد،، أما فقهك فحقا فقه الساهرين،،
لكن لا تزدري به أرق الحامدين
ولا تحنث منه عساه ينجيك من لغط الكائدين،،
قال ضاحكا: فلتبكي على عقلك بواكي السالمين،،
بل انطويت مجدا ممجدا كي لا يقال عني إنني من الانتهازيين،،
قالت مستنكرة عدوانه: يا نجما أخاف إذا وقب في ليل المجرمين،،
عذرا فإنك إذا اكتملت فشرك قائم قيام الخالدين،،
قال غاضبا: المراثي لا تضيء مسلك الحائرين،،
فلا وهم أوهمته الناظرين،،
ولا غزل أطربته آذان المطربين،،
قالت : يا سهرا فلا العيش دونك جحيم التائبين،،
ولا دفئ نورك ملاذ اللاجئين،،
إن أتى الغيم اختبأت خلفها طالبا نجاة من غنم ليلة الغانمين،،
قال: عساي أختبئ فأزيل غبن الجاهلين،،
فيا شمس أنزلت عرق جبين الباحثين عن خبز الزاهدين،،
ويلك ثم ويلك كم رجل أرسلته مصحة المجانين؟
وكم امرأة دخلت بسببك عيادة المساكين؟
قالت: فلا أنا أنكر فضلك، ولا من سبقني ينكر جودك يا ساهرا مع العاشقين،،
لكنك غريب تولد صغيرا وتموت كبيرا متجاوزا سنة الأوابين،،
قال: هذا كرم منك يا ساطعة بريق القانعين،،
ولطف منك يا من خوصاء حرها أماتت الكثيرين،،
ردت باستهزاء كبير: سلطاني أنار دنيا الغائبين والحاضرين،،
أما أنت فعار أن يكون لك ذكر إلا عند العاشقين،،
بلى يا من نشرت نورها جنان الفاتنين!
أنا من يصنع دائرة هيام المحبين،،
ونوري يغرقهم قليلا كي لا يقذف أحدهم عناد الجبارين،،
أما عن سلطانك فإنه لا يقهر ولا يجبر إلا الضالين،،
ولا يطفو مجاملة إلا مع المذعنين،،
أجابت: أنا من استقضتني النجوم قضاء العادلين،،
وتدحرجت تكرارا يا من تذرعت زلاته المطاوعين،،
واندحرت قواه المتدحرجين،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *