المسير إلى صحراء المغرب (الجزء الثالث)

13 مارس 2016 - 1:03 ص

بقلم الأستاذ شني عبد الصمد، عضو رابطة قضاة المغرب.
كلما سرت إلى الصحراء نظرت بعينيك أددا، لاستقامة الطريق وامتدادها طولا كخط مستقيم عادة، والتواء ناذرا، فالرمال فيها هادئة كذهب لامع، تارة مستوية، وأخرى كهضبة مرتفعة قليلا، لا يطالها ريح، لكن الرياح تأخذ منها شيئا، فيها برصة كبقعة بها نبت على الأرض، وفتق في الغيم يرى منه أديم السماء…
أرض الصحراء مصحة سليمة من العلل والأوباء، فيها حرجوج من النوق أكثر طولا ولحمها جسيم، فلا هي حرشاء جرباء، لغياب أي داء قد يصيبها فيجعل مشيها مضطربا، ولا حرد يشكل لها عائق يوقف رعيها أو تبخثرها على الفيفى الغليظة، التي تسمى عند اللغويون الأرض الحرشف، إن هبطت عليها تحتاج لبرطلة كالمظلة الصيفية، لشدة خوصاء الشمس أثناء الظهيرة وبعدها، ليس خوفا منها ولكن من أجل حماية لون بشرة الوجه،،،
إن سرت إلى الصحراء خذ معك بردة ككساء مخطط تلتحف به، أو حرملة ككساء قصير واسع يحيط بالعنق، ويقع على الكتفين، متدليا فوق الظهر والذراعين إلى أسفل القدمين، مفتوح من الجانبين، وكوفية تدار حول الرقبة، هكذا يكون لباس الرجال، حماية لأجسامهم من الرياح المحملة بالرمال، التي تثير بعض الخشفة أو صوت مثل موسيقى جميلة، لا يخافون فيها من يرسام قد يصيب غشاء الرئة، أو أنوفهم من السيلان،،،
إن سرت إلى الصحراء وجدت رصاصة وكأنها حجر أقيم على أرض صلبة، مثل الحجر اللاصق بجوانب العين الجارية، المرصوص الذي يشد بعضه بعضا، يأخذ في الغالب لونين: الأول أسود والثاني قريب إلى لون الرمال،،،
إن سرت إلى الصحراء تذكر أنها من الوطن وفيه كانت وفيه ستظل، لأن سكانها يعترفون أن حب الوطن سلطان فوق كل سلطان يهابه كل ناكص ومتقهقر وناكل،،،
يتبع……..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *