الرجال شقائق النساء في الحقوق

8 مارس 2016 - 4:40 م

ذ. الهاشمي عبدالحق عضو رابطة قضاة المغرب

لرجولة والعنفوان ودليل ممارسة سلطته داخل البيت وأن عضلاته المفتولة كافية لردع الزوجة وقمعها ومقتها، وأن هو من له الحق في ارتداء قميص برابطة عنق جميلة دون المرأة، وأن هو من يعري عن صدره وعضلاته ويتجول في الشواطى دون أن يكون لها الحق في ذلك كذلك وأن هو من يعتلي أعلى المناصب والمسؤوليات دون ذلك ، إن زمن القطع مع هذه الممارسات التي تعود بنا سنوات الى الوراء متناسين الترسانة التشريعية المهمة وعلى رأسها الدستور المغربي الذي نص صراحة على مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة ولا ينبغي أن يكون هناك تمييز سلبي بينهما ، فالمرأة في مجتمعنا الحاضر استطاعت أن تعتلي أعلى المناصب وأن تمتهن أرقى المهن كانت في وقت سابق حكراعلى الرجال دون النساء ، فلم تعد المرأة ينظر إليها كما في مضى مجرد آلة صماء لإنجاب الأولاد وخادمة بيت ينحصر دورها في تحضير الوجبات وتنظيف البيت وأحسن مكان يمكن أن تركن إليه هو المطبخ رفقة ابنتها دون أن يكون لها الحق في مناقشة شؤون الحياة الخارجية ، إن المرأة المغربية اليوم بفضل مجهوداتها الجبارة وبفضل النصوص التشريعية التي أولت اهتماما متزايدا بقضايا المرأة تمكنت من فرض نفسها على صعيد جميع الميادين داخل مجمتع يحكمه منطق الفكر الذكوري فأصبحت هي والرجل شيئان اثنان لا ينفصلان في التمتع بالحقوق السياسية والمدنية ، فالمرأة أصبحت هي القاضية والمهندسة والطبيبة والوزيرة وغيرها من الوظائف التي تبين بوضوح أن مجتمعنا يسير بمهنج دقيق نحو تعزيز تقافة المساواة بين الجنسين حيث أصبحت المرأة والرجل وجهان لعملة واحدة لبناء مجتمع متكامل، فليس بغريب أن تكون المرأة هي نصف المجتمع وهي التي تكمل النصف الآخر لكونها مدرسة كبيرة في القيم والأخلاق إذا ما صلحت صلح المجتمع كله فكما قال اناتول فراس ” المرأة هي أكبر مربية للرجل فهي تعلمه الفضائل الجميلة وأدب السلوك” وإن إعطاء مكانة كبيرة للمرأة داخل المجتمع هو تعبير راق جدا عن ديمقراطية البلد وتجسيد كبير لدولة الحق والقانون فاحترام المراة هو في حد ذاته احترام للذات وللمجتمع بأسره والإساءة إليها هي إساءة للبشرية جمعاء فلا يمكن ان يخلق الله الرجال في أرحام النساء ولا يجعل لهن كرامة فوق كرامة الرجال، فالرجل والمراة خلقا معا ليكملا بعضهما البعض فيما غاب عن أحدهما وهنا لا بد أن أشير ان مجتمعنا لا زال يعاني من ظاهرة تعنيف النساء وللأسف أن هذه الظاهرة تعرف ارتفاعا مهولا بحيث يصل عدد القضايا التي تعرض على المحاكم سنويا الى 12000 قضية فيما يخص تعنيف النساء ، وهي ظاهرة تتعدد الأسباب وتتداخل فيما بينها لا يتسع المجال ذكرها ، لكن ما ينبغي الإشارة إليه هوأن هناك فئة من الرجال نتيجة الجهل والتخلف والفقر في بعض الأحيان يعاملون الزوجات معاملة سيئة فلست أدري أي منطق وأي ديانة لهؤلاء الرجال وأي وازع ديني لديهم فكيف أن الخالق المرأة والمخلوق يهينها ضاربا على عرض الحائط كل القيم الإنسانية والأخلاقية لمجتمعنا، فالزوج الصالح يعمل الزوجة كالملكة وليست كالمملوكة لتعامله كالإمبراطور لا كالناطور، إن كل متتبع للشأن العام سيرى بكل جلاء ان مغربنا آمن بمبدأ المساواة بين الجنسين وعلم كل العلم أن تقدم المجتمعات رهين بتحضر شعوبها واحترام الآخر وزرع تقافة المساواة واحترام القانون بعيدا عن العنصرية والفكر الأحادي ، فهنيئا للمرأة المغربية على المكانة التي حضيت بها في مجتمعنا الحاضر مع متمنياتنا لكن بالمزيد من العطاء والتألق والنجاح وكل عام وأنتن بألف خير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *