المرأة عماد الأمة ( الجزء الثاني)

7 مارس 2016 - 12:18 ص

ذ شني غبد الصمد عضو رابطة قضاة المغرب
سيدي!!! لا تفخر بالقوامة لأنها لك فتظل تجري خلف عدوان نفسك، فالقوامة من صيغة قوام، فهي ليست تسلطا ولا تجبرا، وإنما رمز من رموز الحضارة، إن وفيتها حقا ويقينا ملكت قلب المرأة وعقلها، وبنت لك في قلبها قصرا يحرصه الوفاء والإخلاص، ومنحتك جزء لا يستهان به من ذاكرتها، التي حرقت بعضا منها في تربيتك حين كنت إبنا ضعيف البنية والإدراك والتمييز، وقبلك فنت البعض الآخر مع نصفها الثاني، حتى تعيش سعيدا مطمئن البال والحال،،،
والسلسلة لا تنتهي عند هذا الحد، ستكون زوجا وستحرق ما حرق من سبقك، وسيأتي أبناؤك وأحفادك وسيقتلون ما تبقى من ذاكرة الإنسانة التي تقول كل شيء دون حاجة إلى كلمات،،،
ثم تنسج قصصا خيالية يرفضها المنطق القويم، منها أنها ناقصة عقل وأخرى أنها ناقصة دين، ولا تفهم أن رجاحة العقل من حليب ثديها الذي ينضح عطشك وجوعك، ونباهته من مطعم بطنها حين كنت مضغة من ماء، لتتحول جنينا لا قوة لك، وطاقتك منها، وإذا نسيت فضلها فعلامة الحبل السري لا زال موشوما على موضع ظاهر بارز منكشف مستمطر على جزء من جسمك،،،
لتعود من جديد وتفكر في قماشها هل يرقى إلى قرينة الفكر المتعصب لعداءها؟ وكأنها السبب في البلاء، فتجر لسانك خلفك مكتفيا بعنف رمزي، أكثر ما يقال عنه أنه محرم من جميع الشرائع والأديان، فتتلفظ بألفاظ من العيب أنها تقال على شمس الحياة،،،
الخنساء تذكرك:
“وصاحب قلت له صالح
إنك للخيل بمستمطر…”
ولقد قرأت لهذه المبدعة، وهي أول امرأة أنشدت فأبهرت، حينما قيل لها: صفي لنا أخويك صخرا ومعاوية، فقالت: كان صخر جنة الزمان الأغبر وذعاف الخميس الأحمر، وكان معاوية القائل الفاعل.
قيل لها: فأيهما كان أسنى وأفخر؟
قالت: أما صخر فحر الشتاء، وأما معاوية فبرد الهواء.
قيل لها فأيهما أوجع وأفجع؟
قالت: أما صخر فجمر الكبد، وأما معاوية فسقام الجسد، وأنشدت:
” أسدان محمرا المخالب نجدة
بحران في الزمن الغضوب الأنمر
قمران في النادي رفيعا محتد
في المجد فرعا سؤدد متخير…”
فمن يستطيع أن يخبر بهذا ؟ سوى المرأة الأخت،،،
وهي التي أضاءت قولا: ” وأفنى رجالي فبادوا معا
فغودر قلبي بهم مستفزا…”
يا سيدي!!! المرأة عماد التغيير إن وفيت حقها في الحديث، وعماد النماء إن جاوزت حقها في التعبير، وعماد التقدم إن عظمت شأنها في التفكير، فهل يقوى أحد دون العيش بلا شمعة تنير ظلمته؟
الحق أقول لكم لا والله لا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *