المرأة عماد الأمة ( الجزء الأول)

6 مارس 2016 - 1:08 ص

بقلم ذ، شني عبد الصمد، عضو رابطة قضاة المغرب.
كلما نطق لسانك بهذا المصطلح الخالد ربما تجنح للقول عطفا “إنها الأم”، أو تنزع البساط من تحت قدميك لتقر كلاما “إنها الزوجة”، أو تدحض زمن الجاهلية لتفرح أددا “إنها البنت”، أو تعدم عنادك لتفخر نقشا على الرصاص (بضم الراء) فتقول “إنها الأخت”،،،
ثم تمض في الإشادة بها، وإضفاء كل ما تستطيع من قيم ومثل هي موقع اعتزاز المجتمعات، وتجعلها مثالا يحتذى حتى تصبح صورتها أكبر مما هي فيه، فتقر -مرة أخرى- إقرارا لا مفر منه، مهما كانت نظرتك حيالها أنها تبقى مثل الشمس، إن غابت عن الحياة، تغيب هذه الأخيرة، ومثل الماء إن اضمحل، فسيكون الحكم المفروض عليك هو الإعدام،،،
أو قد تجعلها عدوة لك لأنها سبب فشلك في الحياة، فيغيب عن فكرك أن الفشل ربما يكون نجاح إن فهمت كيف تدركه أشد إدراك، فتطرح كل اللوم عليها،،،
إن ربحت أحد الرهانات أو الصفقات… صفقت لنفسك، ونطقت أنها من ذهاء عقلك، فتطرح – من جديد- سر النجاح الذي يظل حبيسا -مهما حاولت- بحلم المرأة، وإن خسرت أصابك الدمار، وأعدت اللوم من جديد على من تحيي فيك العزيمة والقوة، لأنك تفتقر إلى مبدأ أساسه أن الحياة لعبة صعبة الإتقان، لأنها ببساطة يوجد فيها من الأفراح، ما يوجد فيها من الأحزان،،،
أجل إنها المرأة التي إن أحبت كان بكاؤها خير مما يكون، وتأبينها أحسن مما يتصوره عقل رصين، وعزاؤها أفضل مما يتخيله فكر رزين، وندبها أجود مما يدركه قلب ملأ الدنيا حنانا،،،
أو يكون مثالك في الحياة ذلك ما جادت به قريحة الشاعر أبو النجم العجلي لما قال قوله المشهور:
“إني وكل شاعر من البشر
شيطانه أنثى وشيطاني ذكر”، أو أنك تظن أن المرأة ينبغي أن تمكث وسط أربع حيطان،،،
يا سيدي المرأة أم قدسها الله ، ووصى عليها، وأمر برضاها، وجعل الجنة تحت قدميها، والجهاد فيها خير من الجهاد في سبيله سبحانه وتعالى.
ربتنا فأحسنت تربيتنا، ورعتنا فأحسنت
رعايتنا، دعتنا إلى المضي قدما كرجال، وشجعتنا إلى التقدم كأطفال، لم أر الحنان دون كبرياء إلا من خلالها، والعطف فطرة فيها، ومودتها تحيي شعورنا، وغبطتها وحبورها يثلجان صدورنا، ودفئ حجرها يزيل عنا الغم والهم، ولين يديها يمنحنا القوة والفخر، إن ضاقت الدنيا بنا، وفرق القدر جمعنا، التجأنا إليها، فوجدناها وفية صادقة، مؤنسة، موجهة، معلمة… سبحان الذي سماها الأم.
ثلث عمرها قضته حارسة بالليل والنهار في نشأتنا، ولا زالت تمسح دموعنا إن بكت عيوننا، فرحت لفرحنا، وحزنت لحزننا، فلا تنام إلا إذا نمنا، وتستيقظ قبلنا، وتستحيي لإزعاجنا.
قائمة شامخة كالنخلة، صامدة كالصخرة، جميلة كالأقحوانة، ساطعة كالنجمة، رائعة كالملكة.
إن غابت غاب الحب، وإن أخطأنا طرحت خطايانا في الجب، وتستر عيوبنا باللب،
هي الإنسانة التي لا تكره فلذة كبدها مهما كانوا، وتدعوا الله لهم بالخير كلما صلت، أو تأججت مشاعرها.
لك مني يا مدرسة الصغر، ويا مرشدة الكبر… ألف مليار تحية…

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *