المغرب اتبع الأعراف الديبلوماسية وأشهد المنتظم الدولي على استفزازات “البوليساريو” قبل التحرك عسكريا في الكركرات

17 نوفمبر 2020 - 8:21 ص

تيلي بريس

اتبعت المملكة المغربية جميع السبل الديبلوماسية المتعارف عليها دوليا، قبل إقدامها على التحرك عسكريا بالكركرات، لتأمين تدفق السلع والأفراد عبر إقامة حزام أمني\عسكري بالمنطقة الحدودية. فالمغرب تحرك ديبلوماسيا وفق ما يتيحه القانون الدولي والأعراف الدولية، وأشهد المنتظم الدولي ومعه العالم أجمع، على رعونة التصرفات الاستفزازية للإنفصاليين، والتي هددت أمن المنطقة الاقتصادي والعسكري برمته.

 

ووفق ما توفر لنا من معطيات رسمية، فالقنوات الديبلوماسية مع الدول الكبرى والمعنية بقضية الصحراء المغربية، ظلت مفتوحة حتى آخر لحظة، قبل أن يضطر الجيش المغربي إلى التحرك بأوامر مباشرة من عاهل البلاد، باعتباره القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، كما هو منصوص عليه دستوريا.

 

ولم يكتف المغرب، بالالتجاء إلى القنوات الديبلوماسية، بل عبر عن حكمة وصبر كبيرين إزاء ما أقدمت عليه ميليشيات الجبهة، وتحرك على واجهة الأمم المتحدة بشكل كبير وأتاح فرصة لها للتدخل بشكل مباشر لحل المشكل الأمني الذي حاولت الجبهة فرضه على أرض الواقع، حيث تدخل “أنطونيو غوتيرش” الأمين العام للأمم المتحدة، محاولا تهدئة الأوضاع لكن قيادة الانفصاليين رفضت وساطته، وأدارت ضهرها للعالم أجمع، في تحد صارخ للأعراف الدولية.

 

فالمملكة، وقبل “ضربتها” العسكرية لميليشيات الجبهة، “حصلت” على الضوء الأخضر من الدول العظمى –إن صح التعبير-، وفق ما تقتضيه قواعد التعايش السلمي والحفاظ على أمن العالم، حسب ما هو منصوص عليه أمميا.

 

من جهة أخرى، فالنظام الحاكم في المغرب تحمل ضغطا شعبيا رهيبا، كان ينادي ويلح على ضرورة تأديب الانفصاليين بقوة، وتوجيه ضربات عسكرية موجعة لها…ورغم ذلك ظل النظام هادئا متشبثا بالحل السلمي حتى أخر نفس.

 

إجمالا، فالمملكة المغربية أبانت عن مستوى تعامل مع العقدة، ينم عن نضج كبير في مواجهة أزمة ذات حساسية كبيرة.

 

بالمقابل، آمن المنتظم الدولي بقصر نظر النظام الجزائري وبيدقه البوليساريو، وعدم قدرتهم على تبني أطروحات منطقية، أمام ملف طال آمده ولم يراوح مكانه رغم انعدام مسبباته التي تلاشت مع سقوط جدار برلين في القرن الماضي.

 

من جهة أخرى، بدا جليا للجميع أن الجبهة تلعب آخر أوراقها في محاولة منها للتنفيس الداخلي، بعد تزايد المعارضين لها خصوصا خط الشهيد، الذي أصبح يمارس ضغطا رهيبا على قيادة الانفصاليين، ويطالبهم بضرورة الالتفات لمصالح الشعب الصحراوي، والانعتاق من سيطرة جنرالات الجزائر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *