احقية استفادة المثقفين و الفنانين من المنح السنوية المخصصة لدعم مشاريعم

2 أكتوبر 2020 - 9:58 م

حكيم سعودي

لا حديث في الآونة الاخيرة الا عن المنح التي منحتها وزارة الثقافة كعادتها للفنانين الذين تقدموا بمشاريع ،تخص الموسيقى و المسرح و الفن التشكيلي في اطار شركات او جمعيات كما دأبت على ذلك من قبل، و لكن هذه المرة تختلف اختلافا كبيرا ،لان الوزارة اعتمدت على نشر قائمة المستفيدين و المستفيدات و مبالغ الدعم المخولة لهم ، و هو ما اثار حافظة مجموعة من المواطنين الذين سالت اقلامهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي و في بعض الجرائد ،ساخرين بكتاباتهم، و ناقدين نقدا لاذعا للوزارة التي خصصت لهم هذا المبلغ الكبير ، معتقدين ان استفادة الفنانين من هذا الدعم ،هو بالأساس مساعدتهم جراء جائحة كورونا و فقدانهم للعمل بعد اعلان الحكومة المغربية على عدم الترخيص لتنظيم الحفلات و الاعراس و اغلاق مجموعة من الاماكن المخصصة للأنشطة الفنية حماية لسلامة المواطنين، و هذا غير صحيح بتاتا .

ان وزارة الثقافة و كما جرت به العادة سنويا ، وبعد توصلها بمجموعة من الاعمال من الفنانات و الفنانين الراغبين في الاستفادة من تمويل مشاريعهم ،اختارت لجنة من ذوي الاختصاص لانتقاء المشاريع التي تتوفر فيها الشروط و المعايير المتفق عليها حسب الاولوية ، و هو ما حصل بالضبط. ولكن ما يؤسف له و خاصة بعض الفنانات و الفنانين الذين نشروا فيديوهات صوتا و صورة منددين من خلالها بهذا الدعم الذي ربطوه بفيروس كورونا المستجد و الاوضاع الاقتصادية التي تعيشها بلادنا، ناقدين لأغلب العناصر التي استفادت ،و هو ما جعل بعض الفنانين يرفضون هذه المنحة المستحقة و التي من حقهم في اطار المشاريع التي تقدموا بها ، و يتأسفون على هذا النقد الموجه اليهم، موضحين هم كذلك شروط و طرق الاستفادة مدليين بما يثبت احقيتهم في الاستفادة و لكن لمن تحكي زابورك يا داوود ، فالناس اعتادوا على هذا و لو انهم من اهل الفن.

الحقيقة ان الوضوح و الشفافية له اثاره ، و لكن ما يعاب على وزارة الثقافة ،التي يعتبرها البعض انها ارتكبت خطأ تقنيا عند نشرها قائمة المستفيدات و المستفيدين من دعم المشاريع الفنية السنوية ، و يمكن تجاوزه لاحقا، هو عدم ارفاق لائحة المدعمين بإحاطة توضح عملية الاستفادة، حتى يتمكن كل من يطلع عليها بانها منحة سنوية بالمجال الفني و الثقافي، و هو ما تمنحه بعض الوزارات الاخرى، كوزارة الثقافة و الشباب و الرياضة للجمعيات التربوية و الرياضية.

الاغلبية نوهت بعمل وزارة الثقافة، و شكرتها على نشرها قائمة المستفيدات و المستفيدين من الدعم المخصص لمشاريعهم المتعلقة بالموسيقى و المسرح و الفن التشكيلي في اطار الوضوح و الشفافية التي نهجتها هذه السنة ،و هي اول مرة تقوم بها هذه الوزارة رغم النقد الساخر و اللاذع و القيل و القال ، و لكنها حققت قفزة نوعية في نشر المعلومة بدل الاحتفاظ بها داخل دواليب الوزارة، مما يبين للعموم حسن نيتها، لكن احقية استفادة البعض من عدم احقيتهم يعتبر موضوعا اخر و اللجنة هي المسؤولة عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *