عاشوراء مناسبة لتحرك المخيل الشعبي و ممارسة الشعوذة بامتياز

23 أغسطس 2020 - 10:18 ص

حكيم سعودي

مع اقتراب عاشوراء، يتحرك المخيل الشعبي عند كثير من نساء وطننا الحبيب، فيصبح التسابق عند العطارين والعشابين سلعة لها دخلها ووزنها، زغب الكلب الكحل، خصية القنفود، ولسان الضبع، ومشاطة الميت، وادن الحمار الهزيل، وديل الفار الابيض، وفي النهاية الشعالة يا بوعلالة، خلي الخدمة وتعالى يا بوقفالة.

خلال هذه المناسبة يتزايد الإقبال على أعمال السحر والشعوذة سواء في بعض الأضرحة المشهورة بهذه الطقوس، أو في منازل الفقهاء والعرافين و العرافات من طرف النساء الراغبات في قضاء أغراضهن الشخصية التي لا تكون في الغالب إلا إسكات الزوج والتحكم فيه أو الإيقاع بحبيب والزواج به، و لا يمكن استثناء الذكور من تعاطي هذه الظاهرة لأجل طلب عمل او البيع و الشراء ظنا منهم ان هذه الاعمال الشيطانية ستساعدهم في ذلك.

داخل ضريح سيدي عبدالرحمان مول المجمر بعين الذياب الذي تعلو بعض البيوت المجاورة له أعلام من الثوب الأبيض والأخضر وتتصاعد من ابوابها و نوافذها أدخنة تكاد تخنق الأنفاس، يجد الزائر نفسه أمام طقوس غريبة يزعم أصحابها من المشعوذين و المشعوذات أنها تفك قيود السحر التي تحول دون أن يطرق العرسان أبواب الفتيات اللواتي يقصدنهم، غير أنه في مقابل ذلك يقومون بأعمال شيطانية يسعون من خلالها إلى تحويل فرسان الأحلام إلى عجين طيع بين أيدي قاصداتهن وذلك بغرض كسب ثقتهن في أفق تحصيل مبالغ مالية ضخمة ،نظير ما يقومون به من طقوس يزعمون أنها كفيلة بتحقيق الغاية.
وتعرف مناسبة عاشوراء رواجا كبيرا، حيث تقصد النسوة و الفتيات الباحثات عمن يقضي لهن غرضهن المنشود والذي يتجلى في تثقيف شخص ليكون لها وحدها ولمنعه من معاشرة غيرها من النساء، وهذا العمل يدخل في خانة السحر الأسود او “الخيوبة” كما يصطلح عليه في الدارجة المغربية. و الحقيقة ان هذه الممارسات تدخل في خانة ما يصطلح عليه بالتخلف الاجتماعي. ان ما تعانيه النسوة من قهر نفسي و اجتماعي الذي يتجلى في الشتم و القذف العلني و الكلام النابي المحطم لشخصيتهن دون اعطاء اي قيمة لهن ، او الانصات لهن يدفعهن لإقامة طقوس رغبة في تفريغ الهموم و المعاناة، و كذلك البحث عن بديل يريحهن نفسيا. و لا يقتصر القهر على النساء فقط بل يشمل الفتيات العازبات اللواتي يطالبن بالعمل و البحث عن زوج او قبول من يأتي لطلب الزواج منهن . و هذا القهر النفسي و الاجتماعي يدفع الضحايا الى الاحتماء بالأضرحة التي لا تسمن و لا تغني من جوع ،طالبة منها ان تخلصها مما هي فيه ، و في نفس الوقت تقمن بزيارة المشعوذين و العرافات الذين يعملون على استمالة هذه الفئات المقهورة و التسلط عليها عن طريق الخدع المتنوعة و جعلهن تحت رحمتهم دون شفقة ، مستوليهن على اموالهن و حليهن، وأغلب الأعمال السحرية الشيطانية تركز على تطويع الزوج، أو طرد العنوسة، إذ تلقي المرأة أو الفتاة العانس جزءا من أثر الرجل الذي تريده زوجا لها من قبيل ثيابه أو شعر رأسه أو جسده، أو حبات تراب وطئت قدمه عليها في النار الملتهبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *