كورونا مطهر كحولي لقلوب غير عادلة:

9 مايو 2020 - 9:13 م

بقلم: منصف الإدريسي الخمليشي

ضرب الغني و الفقير, الصغير و الكبير, الصبي و الطفل و الشاب و الكهل والعجوز, المرأة و الرجل, في كل الكرة الأرضية, إنها جائحة كورونا العالمية التي أتت كشكل من أشكال العدالة الإلهية التي يخص بها الله رب العالمين عباده, و هذا ما رفع للعرب رؤوسهم و كانوا سعيدين جراء انتشار الوباء, هو عدالته هذا المرض, لأن قبل الوباء كان الظلم حبيب بعض الأغنياء, إلى أن جاء هذا الفيروس ميكروسكوبي اعتدى على رئة غني مخمور فسد في الأرض بعد إصلاحها, و لا يمكن أن نتحدث عن وباء دون ذكر مزاياه التي جاءت من أجل إنجاح عملية العدالة, مال دامت المحاكم لا تقوم بهذا فالفيروس قادر على ذلك.

هناك عدة (خبثاء) يستحقون الوباء كعلامة تنبيهية لجعلهم هم اللطفاء في زمن القسوة, إلا أننا في زمن الكورونا العادلة الحبيبة الجميلة التي أحببناها بل و أصبحت تسكن و تأكل معنا من صحن واحد, نحن في بيتنا عندنا خلية “سارس كورونا” المعروف اختصارا ب”كوفيد19″ عندنا مختلف الأنواع منها الثدييات و المائيات و البرمائيات و التي تعيش في البر, قوتها كبيرة جدا تتعدى سم الأفعى, تركنا الخلية تتجول بين جدران منزلنا, مثلا في غرفتي توجد أزيد من مليون, الأمس كان عشاءنا بجزء من الخلية, إلا أن بحكم لطفنا و بما أننا أناس لا نظلم ضحوا بأرواحهم في سبيلنا, اليوم تحدث إلي أحد أبناء هذا الفيروس و قال لي “نحن لا نقتل أقوياء القلوب, لا نميت المتصدقين العفيفين, ما عدا بعد أعداء من أفراد أسرتنا ملعونين قتلوا بعض الأوفياء, نحن لا نقتل و لا نقتحم جسد إلا الظالمين الذين لا يعدلون ما بين بني البشر”.

إن فيروس كورونا باعتباره وباء خطير كما يقومون بالدعاية له, بحكم معاشرتنا له اكتشفنا أنهم يكذبون, لأننا اكتشفنا فيهم الحب و الوئام و التآخي بل إني قد تزوجت إحدى بناتهم العذارى, فرزقنا الله بمولود ذكر “إنرونا” لا يمس من يمسه, عظمة هذا الوباء هي جزء صغير من عظمة خالق الفيروس.

حاليا نحن نقوم ببيع و اشتراء هذا الفيروس, نقوم ببيع جزء من الخلية لكي تكون النتيجة هي البحث عن العدل و الطمأنينة التي افتقدها آل آدم, أما ما نقوم بشرائه هو مجموعة من المطهرات الكحولية لنعقم أيدينا من بعض البشر الذين طال تحقيرهم لنا, بل أن ابني “إنرونا” ذات يوم كان يشتغل بإحدى محطات الحافلات كمساعد بائع تذاكر, بعد محاولته لمساعدة أحد الأغنياء فقط من أجل كسب قوته اليومي, قام بدفعه لأنه مختلف عليهم و يتحدث بأدب لا نظير له, حاول الدفاع عن نفسه و ذلك بالعراك, اتصل بالشرطة, فكانت شهادة الزور لبعض الفاسدين في الأرض سجن على إثرها ابني بسنة في السجن فكان هو من أدخل الكورونا لسجون المملكة, فكان توزيع عادل, هذه هي الكورونا العادلة التي احتقرها العالم فهي لطيفة و لا تقوم بلمس من لا يقترب لها, مثل الجن و الأسد اللذان لا يقومان باكتساح أي كان.

ما يعيشه العالم الآن فهو عملية تطهير تاريخية بدون خسارة أي ورقة نقدية, طبقة الأوزون أصبحت شهية, دخان السيارات أصبح أنظف من المسك, العاهرات قرن بيوتهن, المتطرفين رحلوا لأمريكا لمساعدتهم في القضاء على ما قاموا به, يمكننا أن نختم مقالنا هذا بآية قرآنية ﴿ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ﴾ [لقمان: 12]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *