الفقطرونا : الفقر فطرة في زمن الكورونا

20 أبريل 2020 - 11:31 م

بقلم منصف الإدريسي الخمليشي

ولد الانسان فقيرا, فالغنى سر الوجود, هذا ما علمتنا خطب الجمعة التي تكتب بأياد ناعمة لجهاز خفي مغربي, و نحن في زمن الكورونا التي تعيش بين ظهراننا, فالحرفيون و المهندسين و السائقين كلهم طردوا من مهامهم إلى إشعار آخر بل حتى الامام لم تعد له مهنة سوى ملك المهن و جامع المهن, جامع الستين, التي تتلى, حفار القبور في إجازة, هذا بسبب الوباء الجائحة و الذي يسمى بالعروس الرسول للصبايا من طرف عاشقتهم أمريكا “عاشقة الصبايا” التي تردد شعار المساواة و العدل بين بني الانس و بني الجن الذين يجعلوننا نسير على خطاهم, فالفقر صار مشكلة العالم و الجاهل و المثقف, بل صار مهنة في زمن الكورونا .

الفقر مهنة الانسان الذي يحمل صفة الانسانية, و نحن على مشارف سيد الشهور حبيبنا رمضان رضي الله عنه و أرضاه, شهر القرآن, فالحكومة خصت المواطن محدود الدخل بمساعدة قدرها أربعة أوراق زرقاء إلى ستة أوراق, في حين المواطن الذي يتوفر على تغطية صحية معقولة و منخرط بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي حصل على خمسة عشر ورقة زرقاء منقسمة على دفعتين.

ثمان مئة درهم غير كافية أبدا على سد الحاجيات اليومية لمدة شهر, فالكمامات وحدها لها ميزانية خاصة, ناهيك عن الحفاظات, و المصروف اليومي و مصاريف الكراء, و الماء و الكهرباء التي لا يطيقها المواطن أبدا.
لكل هذه الاسباب دواعي لتجعل المواطن أشد فقرا و تحت عتبة الفقر ما بعد الكورونا, فالمساجد و القياد سيجدون مشكل كبير بعد الكورونا, بعدما يجدون مواطن مغربي يتسول و يمد يده من أجل كسب قوته اليومي الذي ضاعت له مقاولته الصغيرة, و خسر ملايين و اضطر لإعلان الافلاس, فالعديد من المواطنين الذين يتفاءلون فالسؤال المطروح: هل التفاؤل قطعة نقدية تكفي لإتمام الشهر و إطعام العائلة الصغيرة و شراء الدواء, أكيد فالتفاؤل هو حاجة يجب أن تسكن داخل الانسان و ما يسكن الانسان و من أجل بقائه و انتاج التفاؤل يجب عليه أن يجد موردا يجعله يعيش بكرامة.
و لكم أن تجبوني أعزائي القراء أن صندوق يحتوي على أزيد من 10 ملايير درهم ليس لهم القدرة لجعل المواطن يلتزم بالحجر الصحي كما فعلت دولة الأردن الشقيقة التي تحب المواطنين.

من أجل إنجاح مخطط الحجر الصحي يجب عزل جميع المواطنين عن العالم الخارجي و ربطهم بذواتهم و متابعة الأخبار و استغلال الوقت الفارغ في المطالعة و الابداع, و كل مواطن يحصل على قفته, و منع الجميع من الخروج.
حبيبي الفقر, لقد تملكنا الذعر, فالشعب ألف سياسة القهر, أ تحسبنا أننا من أهل الشر, كلا نحن شعب يستحق النحر في نظر(هم) علنية نقول لماذا تختلف مواضيع خطب الجمعة من مدينة إلى مدينة و من حي إلى؟ فذلك يعزوا للقالب الذي حضرته الدولة منذ سنين عددا و جعله يحب الفقر كون أن النبي كان فقيرا و الأولياء الصالحين و المال لا يجلب السعادة, أكيد معهم حق و لكن المال يجلب الكرامة و سياسة التفقير و التقشف التي تنهجها البلاد ما هي إلا جزء من مخططات الأبناك الدولية من أجل استرجاع القروض التي تحتسب بتريليونات الدولارات, فمنذ فجر الاستقلال ظل الانسان هلوعا من تلك التجربة حتى مات أسياد المرحلة الذين صدقوا هذه الأيديولوجيا الصماء, فكورونا التي جاءت من أجل تحرير العالم من عبودية أمريكا و (ربوبية) الصين القوة الصاعدة التي لها حلف مع صاحبة ( نظرية العبودية) في المستقبل.
سالت الدماء, و النعمة صارت نقمة على آل الخبز و الشاي, و أهل الراميد الذين استفادوا من دريهمات.

ماذا عن الذين لم يستفيدوا ؟ و عن المتنازلين (هههه) أقصد المستهترين الذين زوروا فحصلوا على مساعدات.
دونالد ترامب كما هو شرير فهو من الأخيار جاء من أجل فضح العرب الذين لم يتفقوا.
إن كانت مساعدات لمواطنين لماذا الفرق بين المنخرطين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي و المنخرطين في نظام المساعدة الطبية راميد, حللنا و ناقشنا, و كان الجنون حليفنا, شكرا كورونا, شكرا ترامب لفضحك لبعض المتملقين الذين جعلوا من مواطنين أسيادا ذبابا, آه آه..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *