الشهيد محمد مرسي فكرة وليس رئيس كباقي الرؤوس.

18 يونيو 2019 - 9:12 م

رشيد العماري

وأنت تدافع عن الحق بكل إيمان؛ استحضر أبطالا تركوا أثرا على جبين الزمان؛ أناسا كراما مروا من هنا إلى هناك حيث الأمن والأمان؛ وإن غابت عنك أوصافهم فهم من أسسوا لحب الأوطان .

وإن نسيت أصواتهم فلا زالت ترددها الجدران؛ فلا تردد أنت وتقحم خلاف الأديان؛ فهم ماتوا فقط من أجل حرية و كرامة الإنسان؛ خاب من إعتبر الشهيد محمد مرسي رئيسا كباقي الرؤوس الفارغة المريضة التي تحكمنا على مزاجها المتقلب؛ فهو فكرة والأفكار أم الإختراع في زمن افتقد فيه العرب للأفكار وأصبحوا سوقا للتبول الفكري .

رحل الزعيم المصري الحر كما رحل من قبله أبطالا آمنوا بأفكارهم حتى آخر رمق؛ لم نعد بحاجة للتاريخ كي يذكرنا بالأخيار والأشرار في عز الذل والعار الذي نعيشه في أوطان رزقهم الله الخيرات فصادر حكامنا عنا الحياة؛ وكلما لجأنا إلى مبدأ الديمقراطية كما يسمونها صرنا نحن الضعفاء المؤمنون بالتغيير نسعى إلى الفتنة والشتات؛ وإن سقط شهيد منا ظلما خر الباقون إلى اسبطل الخنوع من أجل النجاة.

مات الشهيد باها على سكة الغذر وفارق الحياة؛ وزال المهداوي وراء القضبان وخلفه بوعرشين يتحسر عن أين اختفى أنصار العيش الكريم؛ توالت علينا الحكومات والشعارات رغم أن كل سياسي يبدأ بإسم الله الرحمان الرحيم؛ ولا زال الحالمون على فراش الأماني ينتظرون الخلاص؛ ولا زال الظالمون على كراسي الطغيان يرسمون بدموعنا لوحات الألم و يعزفون على أوتار يأسنا أسوأ النغم.

من الصعب أن تبدع مدح في فقدان الشجعان وأنت لا تملك مدادا طاهرا و لا ورقة عذراء لم يلمسها جبان؛ لروحكم يا شهداء الأوطان السلام ولأرواحنا الصبر في كل الأحيان؛ فنحن من رحلت ضمائرنا وصرنا خرفان؛ أما أنتم الشهداء في ضيافة الرحمان؛ وستظلون أفكارا حرة لم تنل منها فتن هذا الزمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *