هل هي بداية انفراج في أزمة السكن الغير لائق بالجماعة الترابية المنصورية بإقليم ابن سليمان؟؟

11 يناير 2019 - 11:15 ص

عبد الكبير المامون /رئيس التحرير
بعد انتفاضة ساكنة دوار مكزاز بالجماعة الترابية المنصورية بإقليم ابن سليمان و تنظيمهم مؤخرا لمسيرة ووقفة احتجاجية سلمية أمام مقر الباشوية طالبوا من خلالها بالسكن اللائق، وهي المسيرة التي حظيت بمؤازرة الفرع الإقليمي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بابن سليمان.
و بمبادرة من سمير اليزيدي عامل إقليم بنسليمان، انعقد يوم الاربعاء 09 يناير 2019 اجتماع بين رئيس الجماعة و باشا باشوية المنصورية والمدير الاقليمي للسكنى والتعمير وسياسة المدينة بابن سليمان و العامل المدير العام للوكالة الحضرية الدار البيضاء بمقر الوكالة حيث تمت دراسة وضعية منطقة التعمير الجديدة Z.U.N بالقرب من دوار الكوبانيا/ سوجيطا لاعادة إسكان قاطني دور الصفيح بالجماعة، إذ تم التطرق خلال هذا الاجتماع حسب مصادر الموقع الى التأخر الكبير الذي عرفه انطلاق المشروع الذي يكتسي أولوية قصوى في برنامج عمل المجلس الجماعي  وفي انتظارات الساكنة لتوفير السكن اللائق والقضاء على ظاهرة الدور الصفيحية نظرا للموقع الاستراتيجي للجماعة من جهة، وطابعها السياحي من جهة أخرى اللذان يرفعان من الجاذبية المجالية للجماعة تفيد مصادرنا.


وقد أبان خلال اللقاء العامل المدير العام للوكالة الحضرية تضيف ذات المصادر عن تفاعله الايجابي لهذه الاهتمامات وعن استعداده للعناية اللازمة بهذا المشروع بدء من زيارة ميدانية خلال الايام القليلة المقبلة لمعاينة عن كثب أهم التجمعات السكنية المعنية واعتبار سنة 2019 سنة الحسم في هذا الملف الذي عمر طويلا.
وكانت العديد من الجهات من بينها جهات مسؤولة ومنتخبين بالجماعة الترابية المنصورية بإقليم بنسليمان تتهم الوكالة الحضرية للدار البيضاء بعرقلة مشروع ” مدينة المنصورية بدون صفيح أو المدينة الجديدة للمنصورية”.
موقف الوكالة الحضرية للدار البيضاء من مشروع “المنصورية بدون صفيح” المخصص لإعادة إسكان دور الصفيح بالمنصورية، والذي يستهدف 12 ألف كانون كان قد أثار غضب أعضاء المجلس الجماعي المنصورية المجتمعين خلال الدورة العادية لشهر اكتوبر من السنة الماضية والذي خصص نقطة بجدول أعماله حينها تهم “مآل مشروع مدينة المنصورية بدون صفيح” الذي يناهز عمره حوالي 20 سنة، أي منذ عهد حكومة التناوب بدون اي نتيجة تذكر رغم العديد من الاجتماعات واللقاءات التي تم عقدها بخصوص الموضوع خصوصا في عهد العامل السابق لعمالة إقليم ابن سليمان مصطفى المعزة.
وقد تفاجأ أعضاء المجلس الجماعي للمنصورية وعدد من المواطنين الذي حضرو أشغال الدورة من أجل معرفة مآل هذا الملف حينها، بموقف ممثل الوكالة الحضرية للدار البيضاء المعاكس، لكل الشركاء في هذا المشروع، معللا موقف الوكالة انه بالزامية ووجوب تجهيز 153 هكتار عوض 43 هكتار المخصص لإعادة الإيواء، وهو ما اعتبرته السلطة الإقليمية و المجلس الجماعي وشركة العمران وادارة السكنى خلال ذات الاجتماع شرطا تعجيزيا لا يمكن تحقيقه على ارض الواقع .


الجماعة الترابية المنصورية تحتل الرتبة الأولى من حيث عدد الأسر القاطنة بدور الصفيح على صعيد اقليم ابن سليمان ب 2757 أسرة، تليها في ذلك الجماعة الترابية
لفضالات ب 1069 أسرة، ثم الجماعة الترابية الشراط ب 324 أسرة، فيما مدينة ابن سليمان ب 277 أسرة، و مدينة بوزنيقة التي أعلنت سنة 2006 مدينة بدون صفيح ب 34 أسرة.
وذلك حسب جواب وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة الذي توصل موقع تلي بريس بنسخة منه على السؤال الكتابي الذي سبق أن وجه نهاية الدورة التشريعية الماضية أحد النواب البرلمانيين عن الدائرة التشريعية لابن سليمان للوزير الوصي عن القطاع حول برنامج الوزارة الخاص بمحاربة السكن العشوائي بإقليم ابن سليمان.
جواب الوزارة افاد ان من بين الصعوبات والاكراهات التي تعترض القضاء على دور الصفيح بالمنصورية تتلخص في تعدد الشكايات بخصوص الأسر المركبة أو المنسية من عملية تحيين الإحصاء، و عدم الموافقة من طرف اللجنة الجهوية للاستثمار بخصوص طلب تعبئة العقار العمومي البالغ مساحته 54 هكتار  قصد إنجاز مشروع المنطقة الجديدة للتعمير بالمنصورية لفائدة العمران.
يذكر أن الجماعة الترابية المنصورية باقليم ابن سليمان عرفت في السنوات الأخيرة استفحالا كبيرا في عمليات الترامي على الاراضي التابعة للملك الخاص للدولة و تفريخ عدد كبير من دور الصفيح والمباني العشوائية عليها والمتاجرة فيها بالملايين، وهي العمليات التي لازالت مسترسلة لحد الساعة بمختلف دواوير المنطقة في عهد المسؤول الحالي عن السلطة رغم عملية الترقيم التي قامت بها السلطة في وقت سابق، وذلك راجع من جهة إلى غض المسؤولين المحليين عن السلطة الطرف عما يجري من عمليات تفريخ لدور الصفيح والمباني العشوائية والمتاجرة فيها، ومن جهة أخرى تسهيل عمليات التفريخ عبر تسليم رخص للإصلاح ورخص إيصال الماء والكهرباء للمخالفين من طرف الجماعة، وهو ما ساهم ويساهم في ارتفاع عدد دور الصفيح ويجعلها في تزايد يومي “دوار البحيرية” نموذج ويعرقل مجهودات الدولة في القضاء على دور الصفيح والبناء العشوائي، مما يتطلب تدخل السلطات الاقليمية والمركزية لتوقيف مسلسل العبث الذي يعرفه مجال المنصورية بإقليم ابن سليمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *