الجهل والفقر وعدم الوعي يجر الجماعات القروية الى الضياع باقليم سطات .

3 نوفمبر 2018 - 6:30 م

عبد الهادي اباضة/سطات

الزائر للجماعات القروية باقليم سطات جماعة اولاد بوزيري وجماعة التوالت وجماعة المشرع بن عبو وجماعة حد مزورة وجماعة اولاد سعيد القصبة سيكشف للوهلة الأولى الإهمال الذي تعاني منها و تخبطها في العديد من المشاكل على مستوى عدة مجالات .
قبل التوجه لمقر الجماعات المذكورة توقفت بإحدى المقاهي المبنية حديثا حيث وجدت فيها بعض الشباب الذين تبادلت معهم الحديث حول الأوضاع التي تعرفها المنطقة بعدها قصدت مقر الجماعات في حدود الساعة التاسعة صباحا حيث لاحظت غياب العديد من الموظفين بل كانت جميع المكاتب مغلقة تماما بما لذلك لم أتمكن في تلك الفترة من أخذ بعض المعطيات.
بالقرب من مقر الجماعة قمت  بزيارة لمكتب البريد باولاد بوزيري حيث وقفت على الخصاص الذي يعاني منه سواء على مستوى الموارد البشرية أو التجهيزات الأساسية مكتب جد ضيق يجعل الموظف واحد يعمل في وضع لا يحسدون عليه حيث يطرح تساؤل كيف سيؤدي هذا خدمات في ظل هذه الوضعية التي لا تشرف أحدا ؟ والغريب في الأمر هو وجود موظف مدير ومحاسب يغطي بخدماته المنطقة وخارجها وحول هذا الموضوع أخذت اراء بعض الزبناء الذين أظهروا عدم رضاهم لخدمات الوكالة البريد في ظل هذه الأوضاع الموشومة خصوصا بالنقص في الموارد البشرية التي من شأنها أن تساهم في تلبية طلبات الزبناء في ظرف زمني معقول .
هكذا إذن يظهر عدم مسايرة مكتب البريد لارتفاع عدد السكان والتطور العمراني الذي اكتسح العديد من المساحات التي كانت في السابق عبارة عن خلاء أو مشروع مناطق خضراء…
لا وجود مقر دار الشباب يقول بعض الشباب أن هذا المقر غير موجود بالجماعات المذكورة و لا مشاريع اقتصادية او رياضية بهذه الجماعات بتاتا والسؤال المطروح هو إلى متى ستظل هذه دارالشباب غير متواجدة بالجماعات المذكورة ونحن في زمن حديت ومتطور ؟
جولة خفيفة لا تتجاوز النصف ساعة وقفت من خلالها على مدى الإهمال الذي طال الطرقات والحفر التي غزتها و الأزبال التي اكتسحت مساحات كبيرة في ظل غياب نظافة فعلية بجماعة اولاد سعيد القصبة واختها جماعاة حد مزورة وامها جماعة اولاد بوزيري وجدتهم جماعة التوالت . فالحاويات وعلى قلتها فهي لا تحمل من ذلك سوى الإسم بحيث تاكلت و أصبحت في خانة المتلاشيات كما أن عدد عمال النظافة يعد غير كافي لجمع القمامات الأزبال بشكل دوري أمام توسع مستمر للمنطقة مما يؤكد أن هناك خللا واضحا ومدى التهميش الذي تعانيه المنطقة بفعل غياب تصور تنموي من شأنه أن ينهض بالمنطقة .
السوق الأسبوعي اولاد بوزيري واولاد سعيد وتوالت .
هما يشهدو فوضى و سوء التدبير حيث يؤمهم سكان مجموعة من المناطق المجاورة وغيرها لتسويق الغنم و المنتوجات الفلاحية المختلفة وتذر هذه الاسواق على الجماعات عشرات الملايين من السنتيمات في السنة غير أن وضعيتهم الحالية المتسمة بالفوضى العارمة الناتجة عن سوء التنظيم وغياب السهر على التطبيق الصارم للمراقبة للذين لا يلتزمون بدفتر التحملات و يتملصون من أداء واجباتهم المالية لصالح الجماعة.
الثقافة.
الثقافة لا محل لها في تخطيطات و مشاريع المجالس الجماعية حيث تعتبر ترفا فكريا و ميدانا غير مجد لا يساهم في تحويل الأموال العامة إلى الجيوب على حساب المستضعفين وكما قال أحد الشباب الذي وجدناه جالسا بالقرب من إحدى المحلات التجارية : « فاقد الشيء لا يعطيه « مضيفا كون مستوى أغلبية المسؤولين الجماعيين لا يساعدهم في التفكير في مثل هذه المجالات في حين تجد رؤوسهم عششت فيها الخرافات والشعودة وحب الذات … لذلك فلا ننتظر من مثل هذه الفئة أن تكون هناك ثقافة لأنه و ببساطة توعية وتثقيف المواطن سيخلق وعيا بالمحيط و يعري واقع الجهل والجهلة و المتسلطين على هذه الجماعات الفتية عدم وجود ملاعب القرب ودار الشباب بهده الجماعات فان جل الشباب ينحرف ويسوده الجهل والتهميش وعدم الوعي من أجل الثقافة و الإبداع و الخلق لا يدخل في تصور و عقلية المسؤولين فالأبواب مغلقة باستمرار والنتيجة هي ضياع شباب المنطقة الذي أصبح تائه أمام الفراغ القاتل .
هذه الجماعات القروية باقليم سطات زاخرة بالثروات الطبيعية والفلاحية التي حباها بها الخالق و خزان متدفق بالطاقات الحية الواعدة تتوفر على عقار أرضي كبير لكنها مفتوحة على واقع سيء و السكان يأملون ألا يخيب امالهم
كما يتطلعون إلى بزوغ فجر يحمل معه رياح التغيير و التطور والمشاريع المساهمة في التنمية البشرية و النزاهة الإستقامة و الشفافية و اقتلاع جذور الفساد الإداري و التلاعبات المالية و الاستغلال البشع للإنسان بهذه المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *