في كل لحضة ينتابني الشعور بالندم بعدما حصلت على البطاقة الوطنية و أصبح لي رقم كسجين اختار العيش منبودا مقيدا بشروط تجاوزها قانون البشرية ؛ وما يحز في النفس أنني أصبحت رقما بين الأرقام الزوجية ؛ وما يزعجني أكثر هو أن حاملو هذه الارقام فيهم خونة الوطن و ناهبيه ومنهم الساكتون عن العار و كل أشكال القمع ؛ لم ينفعني رقمي الذي يأكد انتمائي لهذا الوطن المكلوم بشيء غير تسهيل مأمورية رجال المخابرات في مراقبتي رغم أني مواطن لا سلطة لي غير كتاباتي على حائط أزرق ممكن اختراقه وبسهولة ؛
وقصائدي التي أقراها وأنا أبكي عوض ان يتأثر الجمهور و يعلنها ثورة على عدم توزيع الأرقام بالتساوي يشرع في التصفيق و التبريكات وكأنني قدمت اغنية و تسلمت وساما كباقي المهرجين؛ فعلا كنت خاطئا لما تسلمت البطاقة التي لم تضمن لي حتى حق التطبيب والتعليم ؛ ولكن بطاقتي ترتفع أسهمها عند موسم شراء الذمم و كذا عندما يريد احد الاغنياء شهود زور يشهدون ضد الضعفاء منا؛ لولى خوف أن أكون عاقا للوطن لتجردت منها ؛
وصيتي لك أيها القاصر بان تستمر بدون بطاقة لكي لا تكن خاطئا مثلي ؛ فلا فرق بين القاصرين والراشدين الا المذلة ؛ واختر لك رقما بالفارسية و قم بترجمه الى لغة الحياة وعش حرا بدون بطاقة لكي تصاب بالدوران و المذلة ذات يوما ؛
والله حتى كنت غالط ملي درت لكارط