جواد شفيق يكتب، الأجراس الصدئة لن تخرسنا

1 فبراير 2023 - 4:13 م

بقلم جواد شفيق عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي وكاتبه الإقليمي بفاس / فاس في فاتح فبراير 2023

قبل الاستحقاق الانتخابي الأخير (شتنبر 2021)، بنى كثيرون، من الداخل والخارج، على النتائج السلبية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بفاس خلال استحقاقي 2015 و 2016، وجزموا بأن هذا الحزب لن تقوم له قائمة، و قد صار جثة تنتظر من يحسن إليها، بدفنها.

ولكن من بقي صامدا من الاتحاديين، مدعومين بالمئات ممن انفتح عليهم الاتحاد ورشحهم، أسقطوا هذه الأوهام، وحقق الاتحاد نتائج محترمة بالغرف المهنية، وبمجلسي الجهة والعمالة، وبمجلس الجماعة و مجالس المقاطعات، و بمجلس النواب.

وبعدها، انخرط الاتحاد في تحالف لتدبير شؤون المدينة، حظي فيه بمسؤوليات عديدة لعل أبرزها، نائبين لعمدة فاس (عبد القادر البوصيري ومريم مبطول)، ورئيس مجلس مقاطعة فاس المدينة (ياسر جوهر).

خلال أكثر من سنتين من التحضير، اعتبر الاتحاديون بأن فاس تستحق الأفضل و ليس مقدرا لها ألا يدبرها سوى الفاسدون أو الفاشلون، كما اعتبرنا بأن التعاون و التنسيق الوثيق بين المنتخبين الجدد و السلطات العمومية محليا و مركزيا هو السبيل الأنجع و الأنجح لإطلاق دينامية جديدة للتنمية و التأهيل و التجهيز و جلب الاستثمار.

لقد انخرط الاتحاد الاشتراكي في التحالف المسير لجماعة فاس و مقاطعاتها، من منطلق أنه لم يكن بالإمكان أحسن مما كان، بالنظر إلى أن “الكاستينغ ” الذي عرفته هذه الانتخابات كان في جزء كبير منه مشوه الخلق، و حقق غايته السياسية الفضلى آنذاك (القطع مع زمن الدبشخي) …و كان لزاما على الحزب و هو يعي جيدا هذه الحقيقة أن يسلك منطق “ربيع الوقت كيترعى “.

لحد الساعة، مازال الاتحاد وفيا لالتزاماته مع حلفائه، يبدي الرأي و يقدم المشورة، و ينبه و يوجه و يقترح …و لكن المسؤولية الأولى تقع على من يقود التحالف و يرأس الجماعة، و عليه تقع مسؤولية طرق الأبواب للترافع عن قضايا المدينة، خاصة و أنه ينتمي إلى الحزب القائد للأغلبية الحكومية الحالية (و هي الفرصة الجيدة التي لم يسبق أن أتيحت لأي مجلس جماعي سابق).

و لكن الذي يحصل بعد سنة و زيادة، هو أن بعض الإعلام و المواقع و الصفحات و المدونين، لم يعد لهم من هم سوى الاتحاد الاشتراكي و مستشاريه و نائبه البرلماني.

لقد تعامل المستشارون الاتحاديون ومعهم حزبهم، مع ما يكتب ويدون هنا وهناك بكثير حكمة وهدوء، وعيا منهم بأن الإعلام سلطة حقيقية عندما يقوم بوظيفته في الإخبار والتحقيق والتنبيه …وحتى الفضح بناء على معطيات دقيقة وملفات مضبوطة ووثائق وحجج وشكايات…

لقد استنكفنا وتعففنا عن الرد، احتراما للإعلامي الذي يحترم نفسه ومهنته.

ولكن أن يصبح الإعلام مهنة من لا مهنة له، وأن يصير الرجم بالغيب حرفة، وأن تصير الإشاعة معلومة، و أن تصبح الأعراض و الذمم مستباحة، و أن يصبح التلفيق صنعة، و أن نمسي و نصبح على روايات من نسج الخيال، و ادعاءات باطلة (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) …فهو ما يطرح أكثر من علامات استفهام و تعجب.

لماذا مستشارو الاتحاد، وليس غيرهم؟؟؟.

لم كل هذا السيل الجارف من الأباطيل؟؟؟.

من يقف وراء هذا؟؟؟.

لقد سبق وقلنا وأعلنا علانية وغير ما مرة، بأنه إذا ضبط بيننا فاسد أو حتى شبهة فساد موثقة فسيكون الحزب أول المتصديين لها، الفاضحين لصاحبها، المنددين بها، والمطالبين بأن يقع الجزاء على مقترفها، وسيظل الاتحاد الاشتراكي بفاس رهن إشارة الجادين من الإعلاميين، والمتابعين، والمرتفقين للمصالح الجماعية، والسلطات الإدارية و الأمنية و القضائية لفضح كل من سولت له نفسه أن يرتكب مخالفة أو يقترف شططا أو مفسدة.

والآن، وحيث أن كل ما يكتب عن إخواننا، وخاصة نائبي عمدة فاس الأخ عبد القادر البوصيري والأخت مريم مبطول، لم يدعم أبدا ولو بدليل بسيط، نبني عليه موقفا.

وحيث أن هذه الحملة الهوجاء، قد مست إخواننا في أعراضهم وشرفهم و حياتهم الخاصة…بدون موجب حق و بلا ذرة حجة أو برهان.

وحيث أن شبهات كثيرة تحوم حول خصوم و ربما بعض حلفاء يحركون و يحرضون و يسممون…

فلابد أن نرفع الصوت الاتحادي عاليا: هذه الأجراس الصدئة لن تخرسنا….

كل الاتحاديين اليوم: عبد القادر ومريم وياسر وعبد الله وعبد الإله وعبد السلام ……و الآخرون.

واللهم ارزقنا خصوما عاقلين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *