الدراما المغربية الى اين تتجه ؟

9 أكتوبر 2020 - 8:28 ص

عبد الهادي أباضة

قدمت الدراما المغربية أيام زمان في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي جيلا ذهبيا لا يعوض، لأنه كان يبدع حبا في الفن وليس حبا في المال، رغم قلة الإمكانات قدم أعمالا عمرها حتى اليوم 45 سنة، وهذه الأسماء النادرة التي أدخلت الضحك والابتسامة إلى كل منزل: عبد القادر مطاع عبدالاله عاجل فهيد عبد الخالق جواد السايح حسن فولان نورالدين بكر ولائحة طويلة …   جزء من هؤلاء النجوم الكبار رحل وآخر ما زال على قيد الحياة إلى يومنا هذا، كان جيل أيام زمان يعطي ويبدع ويقدم أعمالا تلفزيونية ينتظرها الناس بشغف، وعند عرضها تخلو الشوارع من المارة.

 

لا يمكن لنا أن ننسى أعمالا حضرت في الذاكرة والبال وإلى اليوم تتابع عند عرضها مع أنها أصبحت قديمة. نتذكر هذه الأعمال: شرح ملح ، حسي مسي الخ… .

 

إلى كل الفنانين المغرب ، خصوصا الشباب الجيل الجديد أقول لهم نصيحة مجانية، تواضعوا وتعلموا من الجيل القديم لأن الحكمة تقول من علمني حرفا كنت له عبدا، وأتمنى أن تتعلموا من الكبار هذا ليس عيبا.

 

ان النص والكاتب لأي مسلسل تلفزيوني إذا لم يتوافر له أساس النجاح فسيفشل الكاتب، والمخرج، الموسيقى التصويرية، الإنتاج، الديكور، أبطال العمل.

 

لا شك أننا في المغرب نملك عددا مقبولا من الكتاب الجيدين وأعمالهم تحكي عنهم، كذلك هو الحال نملك مخرجين بصموا بالدراما المسرحية والفكاهة، لكن من سنوات عدة أصبحنا نقرأ في الصحف أسماء مخرجين وفنانين جدد قدموا أعمالا لم تحظ بالمتابعة.

 

حاليا، نعاني غياب النص الجيد وسنستمر في المعاناة علما أنه لدينا أفكار جيدة لكن لم نرى فنان او مخرج او مسرحية فكاهية بامتياز او كاتبا وضع اليد على الجرح.

 

والفن المغربي في السابق قدم أعمالا قوية ولكن منذ سنوات دخلت النفق المظلم، وكل ما يقدم ويحضر لشهر رمضان لا يجذب الناس ولا يلقى المتابعة المطلوبة؟

 

هناك انحدار وهبوط في المستوى والنص والفكرة على الرغم من حشد كبار النجوم وشركات الإنتاج الخاصة تصرف بسخاء على الأعمال، إذًا العلة فينا وعلينا إيجاد الدواء لهذا الداء وبعد مدة ستتراجع درامانا الفنية بجميع انواعها إذا لم نوظف أفكارنا في المكان الصحيح، لأن الكتابة فن وإبداع ومع احترامي وتقديري لكل من يكتب عن الدراما او الفكاهة او المسرح المغربي، هناك كتاب ترفع لهم القبعة احتراما وهم يعدون على الأصابع، وهناك متطفلون على الكتابة لأنها أصبحت شغلة الذي لا شغلة له.

 

كانت الكوميديا المغربية منذ أيام الثنائي الذهبي عبد الاله عاجل نوالدين بكر ،محمد الخياري مطاع . بوشتى الملقب…. .  الأولى مغربيا وحتى عربيا وجاءت بعدها أعمال أخرى نجحت وبرزت في السنوات الماضية. سلسلة  سير حتى تجي ،سلسلة  كبو والشعيبية،سلسلة بوشتى وبوقطايا، سلسلة الرياض .والقائمة تطول لكن الغريب في الأمر أن ما قدم منذ اربعة سنوات الماضية كله هزل وغابت الابتسامة عند المشاهد حتى مرايا تراجعت وصارت تجارته في آخر جزء منها، لأن من دخل على خط الكتابة ليس كاتبا متخصصا في الكوميديا مثل المبدع يمدوح الذي له أياد بيضاء في شهرة بعض الأعمال الكوميدية التي ضربت وذاع صيتها، وله فضل أيضا في شهرة بعض النجوم، أما الأعمال اليوم فقد صار كل منها يقدم ويكتب فكرة له على قياسه خاصة في مسلسل بقعة ضوء، وهذا أدى إلى تراجع العمل وصار سلبيا جدا. من هنا، سنرى أن الكوميديا المغربية غائبة عن العرض في المحطات الفضائية، نعم نحن نعاني غياب النص والكاتب المختص.

 

صار المسرح والمسرحيات المغربي في عالم النسيان، صحيح أنه قدمت أعمال قوية ، وهناك أعمال مسرحيات فكاهية سبعة رجال للفنان السروتي وأيضاً مسرح الحي وغيرها، لكن المسرح الشعبي المطلوب للمغاربة منذ سنوات صار في عالم الغياب والنسيان لأن ظهور المحطات الفضائية مع بداية القرن العشرين قضى على شيء اسمه مسرح، وهجرة الفنانين من المسرح إلى الدراما كان لها دور سلبي، لهذا هجر كبار أعمال المسرح إلى التلفزيون وأكبر مثل حاليا نجوم المسرح العرب في سورية ومصر ولبنان وغيرها اتجهوا نحو الدراما حاليا.

 

في كل الدول العربية لا يوجد مسرح مثل ما كان قبل 25 سنة، ومع هذا يبقى المسرح هو أبو الفنون والأب الروحي لأي فنان يدخل عالم التمثيل، ولا يمكن لنا أن ننكر دور المسرح في تقديم أسماء صارت اليوم نجوما ومن الصف الأول ولها باع طويل.

 

يبقى الحنين إلى المسرح هاجسا لكل فنان، لأنه الطريق إلى الأضواء وعالم النجومية، كما لا بد من توجيه العتب إلى كتاب المسرحيات ونسأل أين أنتم ولماذا غائبون عن الساحة الفنية؟

 

اننا ننتظر منكم أعمالا جديدة في الفترة القادمة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *