حفيظ حليوات

كان الخط التحريري لصحيفة المغربي الصغير التي اسست بتاريخ 1925 مناصرا للاستعمار بصورة متطرفة جدا،بل تحول في كثير من الاوقات الى سوط من نار يجلد كل احرار هذا الوطن. كما نوهت الجريدة في مجموعة من المقالات الافتتاحية لها بالمجازر التي اتخدها الجيش الفرنسي في حق رجال المقاومة من الشمال الى الجنوب دون حشمة ودون حياء ودون مراعات لرائحة دمائهم الطاهرة التي روت التراب ولازال عبقها الزكي منتشرا من طنجة العالية الى لكويرة الغالية.

ربما كان ابي المرحوم “العربي” فقيرا عند الله في ارضه وهذا ليس عيبا ،ولم تكن أمي “مريم” هي ايضا من عائلة كبيرة، عكس ابيك وامك ،فبعد توقيف ابي عن العمل بوزين “النحاس” هو ومجموعة من الرجال الاحرار كافحت والدتي المرحومة “مريم” من اجل توفير قوتنا اليومي نحن الاخوة الثمانية ،بل استطاعت بكدها وتعبها ان تغرس فينا اشياء كثيرة و جميلة، اغلاها حبنا واخلاصنا لهذا الوطن القاسي الذي استعصى علينا ترويده, و لان بين ايديكم وايدي اباءكم الذين تاجروا في ترابه وفي دماء الشهداء.

ربما لم تذكر صحيفة المغربي الصغير قصة عائلتي في احدى مقالاتها الافتتاحية كما ذكرت قصة عائلتك ،وحتما لم يعني اسم ابي شيء للمقيم العام المسؤول عن بنسليمان،اسباب تجعلني افتخر اليوم وامام الجميع باخلاص أبي وكفاح أمي و حبي الغير مشكوك فيه لكل شبر ولكل حبة رمل ولكل قطرة دم نقية سالت من شرايين الشهداء لتحرير هذا الوطن الذي استنزفتم خيراته وبعتم الاخضر فيه قبل اليابس.

لن اتكلم عن ممتلكاتك المشبوهة هنا وهناك داخل وخارج الوطن ولا عن رصيد ابناءك البنكي المملؤء عن اخره ، فانا لست قاض بمحلس الحسابات ,ولا صفة لي لمحاسبتك ،لكنني على قناعة تامة ان مغربنا الحبيب مغرب مؤسسات ،وبان حسابك قادم وقريب جدا………………….تابع.