الكراكرات وخلفيات أعداء الوحدة الترابية للمغرب

3 ديسمبر 2020 - 8:56 ص

بقلم الاستاذة: عافية صابر


بعد انتهاء وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه برعاية من الأمم المتحدة قبل  ما يناهز 30 عاماً، ما فتئت جبهة البوليساريو ومن وراءها الجزائر تحاول معاكسة المغرب بين الفينة و الأخرى وبالخصوص في معبر الكركرات في السنين الأخير .
والكركرات منطقة جغرافية صغيرة تقع على بعد 11 كم من الحدود مع موريتانيا وعلى بعد 5 كم من المحيط الأطلسي، وتقع القرية تحت سيطرة المغرب. لا يتعدى طولها 3.7 كيلومترا حددتها الأمم المتحدة بناء على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع المملكة المغربية وجبهة البوليساريو في 6 سبتمبر 1991، كمنطقة عازلة فاصلة بين البوليساريو والقوات الملكية المغربية المتمركزة خلف جدار الرملي.
غير ما مرة حاولت ميليشيات الانفصال عرقلة وتجميد الحركة التجارية والمدنية بمعبر الكراكرات في خرق سافر لأعراف التجارة الدولية، وكان المغرب يتعامل بالحكمة المعهودة فيه ترفعا وعدم الانجرار وراء مناوشات تريد البوليزاريو من خلالها إحراز نقط لصالحها، إلا أن المرة الأخيرة وتنفيذا لقرار جلالة الملك تدخلت القوات المسلحة الملكية بكل احترافية وبشكل سلمي ودون مس بسلامة المدنيين فأمنت المعبر ووفرت شروط عدم تكرار محاولات غلق المعبر.

كما عبر رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني على أن المغرب أعاد الأمور إلى نصابها بالالتزام بأكبر قدر من ضبط النفس لانسحاب الميليشيات الانفصالية وباتصالات مكثفة مع الأمين العام للأمم المتحدة وقوات المينورسو وعدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن.
محاولات غلق معبر الكراكرات من لدن الميليشيات الانفصالية تأتي بإيعاز من الجزائر التي طالما اهملت دبلوماسيتها القارة الأفريقية كما ان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لم يزر اي بلد افريقي طوال مدة توليه فكانت هذه التحركات من الانفصاليين خدمة للجزائر في مناكفة المغرب على انفتاحه على الاسواق الافريقية.

وتحت عنوان “سباق مغاربي على أفريقيا جنوب الصحراء” كتبت إيزابيله فيرينفيلس من مؤسسة “العلوم والسياسة” في برلين (أكتوبر 2020) أن المغرب سبق بأشواط الجزائر وتونس في التوجه إلى إفريقيا.

وأوضحت فيرينفيلس أن الاهتمام المغربي بالقارة السمراء بدأ في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، غير أن ابنه محمد السادس جعل من السياسة الإفريقية أولوية قصوى، دعمها بدبلوماسية الزيارات المكثفة والمشاريع الاستراتيجية، إنه نهج لقوة ناعمة تجمع بين مكونات سياسية واقتصادية تنموية ودينية، جعلته يحقق نجاحًا كبيرًا في السنوات الأخيرة”.


وتأتي محاولة اغلاق معبر الكراكرات في سياق إيقاف نجاح المغرب وتقدمه في قضية وحدته الترابية، محاولة اغلاق معبر الكراكرات في سياق إيقاف نجاح المغرب وتقدمه في قضية وحدته الترابية، ومنها أولا: تعزيز مكانته داخل القارة الأفريقية وانفتاحه والاقتصادي عليها، فقد انتهى المغرب من تعبيد الطريق في المنطقة العازلة التي باتت عمليا تحت سيطرة الجيش المغربي وتم “تأمينها” بجدار يمتد إلى الحدود الموريتانية، في حين أنشأت الجزائر طريقا صحراويا حدوديا بين تندوف (الجزائر) مع موريتانيا، كمعبر لتصدير لمنتجاتها إلى موريتانيا ومنها إلى غرب إفريقيا.

وهي طريق برية طويلة بتضاريس طبيعية وعرة يصعب معها تنقل القوافل التجارية بين البلدين. كما أن معالم جزء من الطريق تختفي معالمها عند هبوب الزوابع الرملية، سيما في ظل وجود مسافة طويلة لم يجرِ تعبيدها من قبل، وتقدر بـ800 كيلومتر وسط الصحراء. ثانيا: الاهتمام الاقتصادي والاجتماعي والمشاريع الكبرى المنجزة في الأقاليم الجنوبية.

ثالثا: دبلوماسية القنصليات حيث فتحت عدة دول لقنصلياتها بمدينة العيون كبرى حواضر الصحراء مؤكدة تأييد المغرب في قضية وحدته الترابية.
لذلك كله تبقى محاولة اغلاق معبر الكراكرات محاولة يائسة من الجزائر لعرقلة المغرب في سياسته التنموية في أقاليمه الصحراوية وانفتاحه على محيطه الافريقي، عوض الالتفات إلى الشعب الجزائري والنهوض بأوضاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *