عذرا جرادة الجريحة…

17 مارس 2018 - 9:54 م

حفيظ حليوات

في هاته الساعات الباردة من شهر مارس القارص..وبينما نحن نتحصن بكل أشكال التدفئة،ونتابع أخبار العالم عبر قنوات القطب العمومي،والتي استثنت سهوا في تغطياتها الحقيقة المرة التي يعيشها إخوتنا في دولة جرادة الشقيقة المنسية.

وعلى إيقاع رهيب وخيانة عظمى تجمع ما بين صمت الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية من جهة،وأنين جرحى سياط وعصى السلطة التي لم ترحم ولم تفرق حتى بين الأطفال والنساء من جهة أخرى ،نساء كان همهم الوحيد في هذه المظاهرات ليس سوى حماية فلذات اكبادهن من عصى السلطة وضرباتها الموجعة ،نساء اتسمت ملامح وجوههن بسواد الفحم الذي كان يوما ما فخرا لابناء مدينة جرادة بشكل خاص وثروة قومية للوطن بشكل عام ،نساء رسم الفقر على تجاعيد وجوههن قصة مدينة تحتضر ،نساء تعلمن جيدا واخيرا انه لم يتغير شيء في مغربنا الحبيب رغم كل الشعارات التي تنادي بالحرية والعدالة والعيش الكريم ،فعذرا نساء جرادة الشريفات فسيدنا عمر قد مات.
لم استطع أن أوقف جوارحي ولم أتمكن من كبح جماح قلمي فإما أن أحرر ضميري من غفلته واكتب تضامنا مع اخواننا بحرادة الجريحة، وإما أن أسكت وينضاف قلمي الى طابور الأقلام المأجورة التي سيكون مآلها مزبلة التاريخ، وبدل أن يعيش أبنائي مفتخرين بسمعة ابيهم الحسنة، سيشار إليهم باصابع الخزي والعار، ويقال هؤلاء أبناء الشيطان الأخرس .
اليوم قررت أن أتكلم كما قررت أن أحمل كفني بين يدي استعدادا لاي طارئ فمغربنا أصبح للاسف يعيش حالة طوارئ،فلا انصياع الشعب أشبع غرور الدولة ، ولا الخوف الذي يعشش في قلوبنا حتى القداسة شفع لنا ضد ضلم وحكرة الدولة.
يا أبناء جرادة الأحرار يا من اتشحت وجوهكم بسواد الفحم ، انتهت مهمتكم كمواطنين صالحين يوم انتهى فحمكم ويوم أغلقت مناجمكم،وحانت لحظة إعدامكم ،كفرس شاخ ومل الفارس امتطاءه فأطلق رصاصة الرحمة بين عينيه.
فلتنصب خيام العزاء بكل بقاع مغربنا الحبيب ومن كان له كفن فليهده لأبناء جرادة .
يبدوا أننا نعيش في لعبة ” إيدمن الفوقانية”
البارحة الحسيمة واليوم جرادة وغدا…ماذا ستكتب ياقلم…وعلى من الدور…؟؟؟
عاش ابناء جرادة ،ولا عاش من خانهم ومرمط بكرامتهم الارض من الشرطي المقهور المأمور إلى كل نائم برلماني أو وزير مخمور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *