ربيع العرب وخريف المغاربة.

20 فبراير 2018 - 7:29 م

حفيظ حليوات

الكل يعلم ان أغلبية الشعب المغربي يعاني في صمت ..صمت يكتسي طابع الهدوء القاتل الذي يسبق العاصفة..كما ان الكل يتأهب  لبداية انتفاضة قريبة جدا،كيف… ومتى….؟، هذا هو ما أصبح يراهن عليه المخزن ويستغله لتمرير الأيام المتبقية في حياة مملكة تأسست منذ مئات السنين، واصبحت قاب قوسين او أدنى من الاندثار نتيجة حمولة كبيرة من الحكرة والتعسف اتقلت كاهل المواطنين الأحرار و حطمت ما تبقى لذيهم من ولاء،والسبب الأساسي في هذا التنافر بين المملكة والشعب،حكومات فاشلة تعاقبت على هذا الوطن الذي ارتفعت دراجة ضغطه وأصبح وشيك على الانفجار في وجه الكل .
مر الربيع العربي وعصفت رياحه العاتية باغلب الدول العربية او بالاحرى الدول التي يتناسل فيها الفقر مع الحكرة، فينجبون مواطن معاق لا يستطيع التفريق بين القانون المنظم للحريات وآلة القانون الموسيقية .
بن علي هرب.. وخلفه تسللت زوجته ليلى لتنام خائفة في احضان امراء المملكة السعودية تاركة وراءها فن الحلاقة والبريستيج بالقصر الجمهوري،فيما خرج اهل الفراعنة في مسيرات مليونية استحضروا فيها روح صلاح الدين الايبوبي قاهر قلب الأسد، متسترين بساحة رابعة العدوية و التي هي ايضا  لم تستطع حمايتهم من القمع العسكري المتجدرة في أعماق الصعيدي والاسكندراني والاهلاوي والزملكاوي رغم اتصالها المباشر بالسماء حسب معتقداتهم .
ليأتي الدور على ملك ملوك افريقيا صاحب الكوك كولا حيث لقي حتفه  داخل مجاري مياه الصرف الصحي كالجرذ بعدما تخلت عنه حارسات الأمن الفاتنات في اخر لحظة امام قوة الشعب الغاضب .
لم يجد القذافي الرحمة في شعبه رغم استعطافه في كل خطاباته الاخيرة بخالتي عائشة و أولاد العم والقبيلة فشرارة الغضب كانت أكبر بكثير من منلوج الكلمات التي استعملها .

ولأن هناك قواعد فقهية تقول ان” كل شاة تتعلق من كراعها” .وملي” تطيح البقرة تكثروا الجناوة” جاء الدور على طالح اليمن  فخرج “موالين الحوت” ليتبنون مقتل رئيس عاش في ثراء فاحش وقتل بطريقة وحشية لم تعرفها البشرية قط .
انتهت المأساة فهللت دول وتنكرت دول اخرة وتجددت المصالح، فيما لم تتحرك لا أشجار ولا حتى أزهار بالمملكة المغربية رغم قوة رياح هذا الربيع حيث يبقى السبب مجهول ومخيف في نفس الوقت.
هنا في المغرب خرجت مجموعة من الشباب الحالم بالحرية والعدالة والكرامة والمساواة تحت اسم 20 في شهر جوج في انتفاضة مختلطة لم نعرف حتى الأن من كان مهندسها ،واش العدل الاحسان ولا اليسار الموحد ولا احد المنظمات الخارجية الممولة لهذه الشريحة .المهم انها لم تحرك شعرة في جبروت الدولة العميقة ولم تستطع استئصال جذور المخزن ،وبدل محاكمة رؤوس الفساد تم تلفيق تهم جنائية مجانية تنوعت بين الاغتصاب والشدوذ الحنسي والسرقة والخيانة فلم يجدوا بذا الا الهروب  لبلدان اوروبية واكمال مسريتهم النضالية مختبئين وراء اسماء مستعارة بالعالم الافتراضي ،.فيتحول ىبيع العرب الى خريف المغاربة ويتعمق الجرح لذا المواطن البسيط وتتعالى في السماء اصوات الألم والانين لتتجمع  هناك، مستعدة في اي وقت لتمطر غضبا لن يفرق بين السيد والمواطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *