الدار البيضاء :حنان تحكي مأساة اختها الممرضة بمصحة جرادة التي غادرتنا قسرا مشلولة

19 سبتمبر 2021 - 12:51 م

حنان طيب 

 

مأساة اختي الممرضة التي عملت لمدة أربعة عشر عاما بالتمريض منها اربع سنوات بمصحة جرادة عند افتتاحها اول مرة بالدار البيضاء، و قصتها شبيهة بماساة كل ممرضة عاملة ببعض المصحات بالعالم العربي لأسباب يعرفها المهتمون. 

 

إنها مأساة الفتاة البسيطة المنتمية الي الطبقة المتوسطة و التي اشتغلت في سن مبكرة مضطرة لادخال الفرحة الأولى على والديها و تقديم العون لهم. 

الحسناء فاطمة الزهراء الممرضة الطيبة، ذات العيون الزرقاء والوجه الأبيض، صاحبة القلب النقي والسمعة الحسنة، اجتمعت فيها كل الصفات الحسنة من حسن الأخلاق والخلق و الابتسامة الدائمة . 

امتهنت فاطمة الزهراء التمريض لأزيد من 14 سنة كممرضة مهنية، و عملت بمصحة جرادة مدة اربع سنوات بكل تفان و إخلاص، و يشهد لها على ذلك رؤساءها في المهنة سلوكا و مردودية و مواظبة. 

لقد كانت فخر أبيها وسنده حيث اعتمد عليها في إعالة أخواتها والاعتناء بهم ماديا ومعنويا. و لكن الحدث الذي تعرضت له فاطمة الزهراء لم يمنحها الفرصة لاستئناف عملها، لأنها تعرضت لمؤامرة غير منتظرة و بشكل احترافي لم يترك أدلة على ذلك، داخل المصحة، 

لقد حدث ما لم يكن في حسبان أسرتها التي تلقت الخبر كالصاعقة متأخرا مما زاد في التشكيك، حيث توقف قلبها عن الخغقان و همدت روحها و كأنها عداد الأموات و لكن الله كتب لها الروح من جديد و العودة إلى الحياة محطمة، صامتة، تنظر و لا تجيب، فالحادث الذي تعرضت له مأساة للأسرة و العائلة و الإنسانية، و ظلم غير مقبول داخل مصحة. كيف يعقل أن تصاب فاطمة الزهراء و لم تجد منقذا؟ أين كان الممرضون و الأطباء الذين يتناولون على غرفة الانعاش؟ 

أن ما تعرضت له الممرضة ربما يرجع لأسباب مجهوله لا يعلمها إلا الله و البعض من يشتغل بالصحة و التزم الصمت خوفا من التعرض للطرد، و حتى فاطمة الزهراء لم تستطع أن تتكلم حيث تحولت من ممرضة إلى جثة هامدة.،طريحة الفراش. لا تستطيع التحرك نهائيا . 

 

 ابتدأت المأساة يوم الجمعه 28 نونبر 2014 حيث اتجهت فاطمة الزهراء الممرضة إلى عملها كالعادة بمصحة جرادة الوازيس قسم الإنعاش على الساعة السابعة وكانت تلك آخر مرة تركب فيها سيارتها، وقبل أن تغادر البيت أوصت زوجة أخيها ان تعد زوجا من حلوى عيد الميلاد لابن أخيها و طلبت منها الاحتفاظ بالحلوى لتحتفل في اليوم الموالي مع العائلة في أحد المطاعم. و لم تكن المسكينة تعلم ما ينتظرها. و بالفعل وصلت المصحة و أدت عملها مع زميلاتها حسب تصريحهن و لكنهن اخفين حقيقة سقوطها و حالة الإغماء الأسباب و المسببات التي أدت إلى ذلك. 

،أن هذا الحدث هو ما سيثبت أن فاطمة الزهراء كانت ضحية جريمة مخفية تم الآقبار عليها بجميع الطرق ،و هي لم تكن لها أي نية للانتحار ، و لكن الطبيب المسؤول عن المصحة التي تشتغل بها اتهمها تهمة لا أساس لهامن الصحة، و ان ما قاله في حقها كذب و افتراء و لا يمت اي صلة بالحقيقة، كما أن نية الانتحار غير واردة ، 

وفي نفس اليوم و بعد منتصف الليل جاءت سيارة خاصة إلى بيت الضحية لتقل والديها إلى المصحة بدعوى أن ابنتهم مريضة، لكن الوضع الذي عاينه والد الضحية بعد وصوله شك بأن ابنته تعرضت لمؤامرة و ان هناك من يخفى َ الحقيقة وان ابنته الممرضة التي كانت تشتغل في قسم الانعاش المجهز بالكاميرات التي كان يعاينها كل من ذهب الى المصحة لزيارة المرضى قد تبين ذلك. . 

فلا يخفى عن كل من زار مصحة جرادة الوازيس انها مجهزة بكاميرات مراقبة في كل ركن من أركانها، عندما حصل ما حصل لفاطمة الزهراء تم نفي أن قسم الانعاش يتوفر على كاميرات واتهمها الطبيب المسؤول بالأقدام عن الانتحار، الشيء الذي استفز أسرتها التي تعلم أنه لو كانت ابنتهم تنوي الانتحار لما ذهبت بسيارتها إلى عملها على الساعة السابعة وباشرت عملها إلى الساعة الحادية عشر ثم قررت فجأه الانتحار. 

أما المعضلة والكارثة العظمى فهي عندما يقوم اب الضحية برفع دعوى قضائية لإدانة المصحة ومعرفة الحقيقة وراء تعرض فاطمة الزهراء لسكتة ذماغية وغيبوبة لمدة أسبوع استفاقت منها وهي مشلولة الحركة صماء بكماء وربما حتى عمياء فإن. ما تبقى من فاطمه الزهراء اليوم هو جثة هامدة وعيون متحركة ، ليتفاجا هذا الاخير بأنه كل ما اوضع ملف الدعوة في المحكمه بالدار البيضاء او بالرباط يتم الغاء الملف كانه لم يوضع بعد ولا يستلمون اي رد عن ذاك الملف

 فنحن نعيش في دوله الحق والقانون و نطالب بانصاف فاطمة الزهراء التي لم يقدم اي احد لمساعدة والديها من اجل اعالتها لما تبقى لهم من العمر معها، فالمرجو من الوزارات المعنية و منظمات حقوق الإنسان التدخل الفوري لدى الجهات المعنية لانصاف هذه الممرضة الضحية المعاقة، ورد الاعتبار لها و لأسرتها، و محاكمة من كل تسبب في شل حركتها ، و ما ضاع حق وراءه طالب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *