الكارة اقليم برشيد :كم من مريم تضيع على عتبات التقسيم الأمني لمنطقة المذاكرة

25 فبراير 2021 - 3:04 م

حكيم سعودي

أعادت جريمة القتل البشعة التي راحت ضحيتها التلميذة مريم حمدون إلى الواجهة ، الحديث عن التقسيم الترابي المجحف الذي عانت منه ولا تزال منطقة المذاكرة ، بحيث تم تقسيمها من النصف على إقليمي برشيد وبن سليمان دون الرجوع ولو بصفة استشارية إلى مجالسها المنتخبة ولا إلى برلمانييها ولا إلى ساكنتها .

ومن بين الآثار السلبية لهذا التقسيم نذكر اليوم أساسا التقسيم الأمني الغريب الذي تم اعتماده منذ أكثر من عقد من الزمن ، وخير مثال على غرابته ما يحدث بحي المستقبل ( دوار بلال ) ، ففي حين يتبع هذا الحي الشعبي الآهل بالسكان إداريا لمدينة الگارة بإقليم برشيد ، فإنه يتبع أمنيا للدرك الملكي لمليلة بإقليم بن سليمان ، وهو ما يترتب عنه اختلال كبير على مستوى أداء الأجهزة الأمنية ، بحيث أن درك الگارة غير معني قانونيا بما يقع بهذا الجزء من المدينة التي يشرف على أمنها ، ولا يحق له التدخل هناك ولا حتى مطاردة الفارين من العدالة ، وهو ما انتبه إليه تجار الممنوعات وكثير من المجرمين والمنحرفين ، واللذين يستغلون هذه الثغرة للتصرف بكل حرية وأريحية بعيدا عن كل مراقبة أو مساءلة . أما درك مليلة فهو بعيد عن هذا الحي بما يكفي ليجعله عاجزا عن الوصول إليه في الغالب عند وقوع الجرائم مثلا إلا بعد فوات الأوان .!!!

 

ومن بين نتائج هذا التقسيم أيضا نذكر ما يعانيه أطفال حي المستقبل المتمدرسين من جراء غياب المؤسسات التعليمية بالجوار ، مما يجعل بعضهم يختار متابعة الدراسة على بعد كيلومترات داخل مدينة الگارة ، في حين يضطر بعضهم إلى اختيار الدراسة بدار القايد المكي التابعة لجماعة أحلاف المجاورة والتي تتبع إداريا رغم ملاصقتها لحدود الگارة لإقليم بن سليمان ، وهو ما يضطرهم إلى قطع مسافة كيلومترين أو ثلاثة وسط خلاء لا يمكن الإحتماء فيه ببناية ولا بأحد وهو الخلاء الذي خضبت أرضه بالدماء الطاهرة للتلميذة مريم حمدون !!!

فهل ستدفع هذه الروح البريئة التي أزهقت هباء ، الجهات المسؤولة المعنية بهذا التقسيم الظالم ، إلى مراجعته أو على الأقل إلى إعادة التفكير فيه ؟ أم أن دم مريم ودماء من سبقها من ضحايا هذه البقعة المهمشة من وطننا الحبيب لم تنهمر بما يكفي لإثارة انتباه السادة المسؤولين ؟؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *