الشبيبة الاتحادية ..صوت العقل الذي لم نسمعه جيداً

5 مارس 2016 - 12:58 ص

بعد تصاعد الجدل التي خلفته مشاركة وفد الشبيبة الاتحادية في مؤتمر اتحاد الشبيبات الاشتراكية العالمية “يوزي” . وبعد أن حاول الكثيرين من الخصوم النيل من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والذي لا يخفى على مغربي مواقفه الوطنية وولاءه لأمته غير المحدود، وجب علينا تناول مسألة تصويت الشبيبة الاتحادية على التحاق اتحاد طلبة الساقية الحمراء بالمنظمة الدولية بالموضوعية التي يستحقها. وبعيدا عن التناول الذي ساد الساحة الإعلامية، والذي تباين بين تفريط في أهمية الحدث، وافراط في الاتهامات، والذي يعكس ما بات عليه مستوى النقاش في التعاطي مع القضية الوطنية بأكملها. بداية، يجب علينا رؤية القضية في وضعها الحقيقي، والتي باتت موضوعة في صندوق مغلق، عُهد به إلى رجل واحد، دون مناقشة جادة مع الملايين التي تعنيها القضية، والتي انقسمت إلى فريقين، أحدهما تبنى خطابا فلكلوري واضعا توقيعه دون أية مناقشة أو اطلاع على الأقل، وفريق أخر، لم يكُف عن المطالبة بمنح المجتمع المدني بمؤسساته وأفراده من المساحة المستحقة للقيام بدوره تجاه تلك القضية الوطنية الهامة. وبين هذه النغمة وتلك، شاع بين الجماهير لحنً عام يردد بأن المغرب في صحرائه و الصحراء في مغربها، ولعل هذا الوضع كان من أهم أسباب ضياع سنوات طوال دون فائدة على القضية الأولى لنا جميعاً، وهو ما استدعى تغير رسمياً في التوجه والتعامل معها، خاصة وأن تلك السنوات منحت الفرصة لخصوم وحدة تراب الوطن للتحرك بأريحية في المحافل الدولية، وهو ما استدعى إرساء قواعد جديدة للتفاوض كان من أهمها مقترح الحكم الذاتي وورش الجهوية الموسعة، وكثير من اللقاءات التي أشرفت على بعضها الأمم المتحدة. وتزامناً مع هذه التحركات الدبلوماسية الرسمية، كانت هناك خطوات في الدبلوماسية الموازية، وهو ما يغفله الكثيرين ممن أدلوا بدلوهم في قضية الـ “يوزي”، فخلال اجتماع للجنة الافريقية للمنظمة عام 2013، تم وضع مشروع اتفاق بين الشبيبتين –الاتحادية وشبيبة البوليساريو-على تبادل للزيارات بينهما، في إقليمنا الجنوبي ومخيم تندوف تحت مظلة الـ “يوزي”، وبحضور جميع الأطراف، وهو ما تم بالفعل، والذي خلف انطباعاً جيداً وخاصة بعد التقرير الذي صدر عن الزيارات، والذي جاء لصالح المغرب، ومُكذباً لكل ادعاءات البوليساريو. وبجانب هذا التحرك المشرف وغيره من المواقف الكثيرة المشرفة أيضاً، فإن المشاركون من الشبيبة الاتحادية في كل المحافل لم يدخروا جهدا في التأكيد على أن الباب مفتوح لكل المبادرات الرامية لحل سياسي مُرضي لطموحات الجميع، ينضوي تحت راية الوحدة الوطنية، وهو المبدئ الذي من خلاله انطلق موقفهم في ألبانيا، حيث لم يبدوا أي اعتراض على التحاق طلاب الساقية الحمراء، والذي وصفه غير المدركين لحقيقة الأوضاع بالتصويت لصالح البوليساريو، كما أنه بنظرة أكثر عقلانية، سندرك أن رفض الشبيبة كان سينظر له بنظرة غير محمودة من قبل باقي الوفود المشاركة، وهو ما سيخسر القضية أكثر مما يدعمها، وهو ما كان سينعكس سلباً على الشبيبة مستقبليا من قبل تلك الوفود. ختاماً، يجب أن نُغلب صوت العقل على الغضب والانفعالات غير المبررة، وندرك جميعاً أن أولئك الشباب تربوا زمناً على خطاب وطرح انفصالي لم يعودوا يدركون أسبابه، ولم يعودوا مقتنعين به، خاصة وهم تحت وضع مُهين داخل مُخيمات وتحت قيادات أفنوا أعمارهم تحت وصاية العسكر في الجزائر. من العقل والحكمة أن يمُد المغرب يده لهم، حيث أنهم ينتمون لجيل مختلف يقبل بالمبادرات الواقعية المغربية، والتي تُبدد كلام الأخرين الأجوف الذي ملوا من سماعه دون جدوى. طاهر ابوزيد : عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية

محمد طاهر أبو زيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *