هيئة الاطباء بمراكش و الزحف المقدس للعدل و الاحسان

3 مارس 2016 - 11:22 ص

تعتبر هيئة الاطباء التي ينظمها القانون 12-08، الذي يخول لها سلطة إدارية و تأديبية و أخلاقية، و هي المسؤولة عن ممارسة الطب بالمغرب، في قطاعات مختلفة من الصحة العمومية، و الأساتذة الباحثين، و الأطباء العسكريين، بل و حتى القافلات الطبية التي تنظمها جمعيات المجتمع المدني يجب ان ترخص لها هيئة الأطباء٠
و نظرا لهذه الاختصاصات المهمة، فجماعة العدل و الإحسان وضعت نصب اعينها هيئة الاطباء بجهة مراكش بتحالف مع بعض الاعضاء المفسدين، و ذلك بغية تنفيذ برنامجها السياسي للقرب من المواطنين او ما يعرف في ادبياتها بالزحف المقدس , وذلك عن طريق تنظيم قوافل طبية يكون أطباء الجهة مجبرين على التفاعل معها، وبالتالي خدمة الأجندة المبطنة للجماعة بالتقرب من المواطنين و المستضعفين، الذين فشلت حكومة ابن كيران في الوصول إليهم٠
و وجود رئيس على الهيئة بكاريزميته المعروفة لدى ساكنة مراكش، مكنه من الوقوف سدا منيعا في وجه الجماعة و طموحاتها غير المشروعة٠
الشيئ الذي جعل الجماعة تتبنى استراتيجة من ثلاثة أهداف للإطاحة بالحاجز المنيع ضد ما تعتبره زحفا مقدسا، هاته الاستراتيجية التي تم تبنيها ذات ليلة، غلفت بغلاف ديني في منزل احد الاطباء القياديين بالجماعة و التي سميت ليلة قرآنية لإلباسها لباسا دينيا و هاته الاستراتيجية هي كالتالي:
-أولا : تشويه صورة الرئيس المنتخب الشرعي المعروف بتوجهاته الحداثية التقدمية.
ثانيا : تمويه الفاعلين السياسيين بجهة مراكش، و كذلك السلطة المحلية بتأكيد أن الجماعة لا ترغب في الظفر برئاسة الهيئة وإن كانت في حقيقة الأمر تريد السيطرة على قرارات الهيئة خدمة لأجندتها السياسية، و ذلك بتنصيب رئيس متعاطف مع الجماعة يكون رهن إشارتها٠
ثالثا : استعمال سياسة العصا والجزرة تجاه باقي أعضاء هيئة الأطباء بمراكش، و ذلك بوعدهم أن الشكايات التي تقدمت بها جهات مختلفة في مواجهتهم سيتم حفظها ضدا على القانون، بايهامهم ان الجماعة بعد تحكمها في قرارات المجلس ستستعمل جميع الوسائل للتحايل على القانون و تبرئة الأعضاء، و بالعكس من ذلك فمن لم يساند الجماعة بقرارات الهيئة ستكون ملفاتهم هي الأولى التي ستطرح في المجالس التاديببة٠
إن محاولة زحف الجماعة لا يختزل في هيئة الاطباء بمراكش، و لكن هي استراتيجية وضعتها الجماعة للتحكم في قرارات المنظمات القريبة من المواطنين، بغية التحضير لزحف عام يشل المرافق الاجتماعية الحيوية للبلاد، لزعزعة الاستقرار الذي ينعم به المغرب، و الذي تشيد به المنظمات الدولية الوطنية و الاقليمية٠

الجزيرة24-محمد الهروالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *