المحمدية …وا أسفاه عليك يا مدينة الزهور المنسية .

3 يوليو 2020 - 2:39 م

عبد الهادي اباضة

في كل مرة أزور فيها مدينة المحمدية مهما غبت عنها من السنين إلا وأعاين منظر المنطقة التي شوهها الاهمال والنسيان، أتألم لمنظر شبابها يجر ذيول اليأس في طرقات تنتظر من يرق قلبه لحالها ويستر عوراتها المكشوفة،  إنتقوم بجولة قصيرة بين أحياء هذه المدينة المزعومة ودروبها المهملة شيء كاف لتقرر أن تعود أدراجك وتدعو لهؤلاء المهمشين في قلب دينة الزهور  أن يزورهم يوما ما ولي من أولياء الأمور لعله يكتشف أن ما يستنكره هؤلاء ويعانون منه ليس وهما تخيلوه أو إفكا إفتروه وإنما مرارة يعيشونها كل يوم وأنهم يطالبون بأبسط شروط العيش ولا يريدون مدينة فاضلة ولا يتمنون أن تتحول مدينتهم إلى”نيويورك” وتتلخص كل مظاهر الفوضى في التدبير  والفقر والبؤس وغياب اهتمام الدولة الذي يعكسه حال الشوارع والطرقات المتصدعة وانعدام التهيئة والإنارة وتصدع الموجود من بعض شبه الادارات وكثـرة البرك العفنة والقمامة في كل ناحية وكأن المنطقة ”خارج مجال التغطية”.

يتغير كل شيء، ولا تتغير مدينة المحمدية التي تبقى ضحية لسياسة الإهمال والتهميش واللامبالاة المفروضة عليها، منذ اقفال اكبر شركة لتكرير البترول مما جعل المدينة تعاني مشاكل هيكلية متعددة رغم توفرها على مؤهلات طبيعية وسياحية مهمة، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي، فهي مدينة العبور حيث تتواجد على الطريق المؤدية من البيضاء الى الرباط تثير انتباهك مدينة مهجورة اسمها “المحمدية ” التي تعيش التهميش والنسيان والإقصاء من البرامج التنموية التي تشهدها المنطقة، بسبب تقاعس المنتخبين القائمين على تدبير الشأن المحلي داخل هذه المدينة المعزولة والمنسية التي لا يظهر فيها المنتخبون إلا إبان الحملات الانتخابية حيث يتم استقطاب وجلب  المواطنين من بعض المناطق القريبة وتسجيلهم في بعض الدوائر لتشكيل كثلة من الناخبين لرسم الخريطة حسب مقاس منتخبي المدينة.

سكان مدينة الزهور أعلنوا عن سخطهم وغضبهم اتجاه المنتخبين بسبب دوامة التهميش والإقصاء الذي تتخبط فيها المدينة فبالرغم من خصوصيات المدينة وموقعها الاستراتيجي والسياحي، فلا زالت لم تشهد بعد تنمية حقيقية، وظلت عرضة للتهميش و الإقصاء من البرامج التنموية التي تشهدها باقي مدن الجهة .وهناك عدة عوامل ساهمت في ذلك من بينها ضعف أداء المجالس المنتخبة التي لم تكن في مستوى تطلعات الساكنة التي تشكو الكثير منها البنيات التحتية المنعدمة أما المجلس الحضري الحالي، فهو يفتقر إلى استرتيجية تنموية هادفة تخرج المدينة من براثن التخلف والتهميش دون الاكتراث بالأوضاع الاجتماعية التي تعيشها الساكنة، إضافة إلى تعطيل عملية تنفيذ برامج تنموية مما حول المدينة برمتها إلى حلبة للصراع الجانبي غير المجدي.

.

وأمام الوضعية الكارثية الراهنة لمدينة المحمدية  أصبحت تتطلب تدخلا فوريا ومستعجلا من أجل إعادة بناء المدينة بشكل عقلاني ومنظم لفك العزلة عنها مما حول المدينة إلى مقبرة منسية، كما يحب السكان تسميتها، ويتساءلون عن الأسباب التي جعلت مدينتهم منسية ولا تستفيد من برامج التنمية التي شهدتها الجماعات الحضرية والقروية بالمملكة  فهناك حسابات انتخابية يقول أحد العارفين بما يجري بهذه المدينة الصغيرة هي التي أدت إلى إقصائها من أي مبادرة تنموية بالجهة.

لاسمير شركة كبيرة كانت تقوم وتساعد المجلس البلدي على جمالية المدينة والحفاظ عليها لكن للأسف ايادي خفية سرقة حلم شباب المدينة وتركتهم يهاجرون الى وجهة اخرى بحتا عن العمل للعيش الكريم.

مدينة المحمدية مدينة فظالة سابقا والزهور حاليا لكن تم قطف ازهارها واصبحت مدينة الاشباح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *