الفد يعري على واقع الويب المغربي:

11 مايو 2020 - 9:11 م

بقلم: منصف الإدريسي الخمليشي

تزخر الشاشة المغربية في شهر رمضان المبارك بمجموعة من الأعمال التي لاقت استحسانا و نجد أراء متضاربة ما بين هذا و ذاك.
الفنان حسن الفذ, عملاق الكوميديا المغربية, كبور, الزبير, المشخص و المتقمص, أطل علينا هذه السنة بعمل ساخر كعادته, العمل الذي جاء كجواب على ما نشاهده في الويب المغربي الذي روج صورة سيئة على المغرب, عبر سلسلة طوندونس التي انتقدها البعض نقدا لاذع و أحبها كل من له غيرة على مستقبل المغرب الفني, حيث من خلال ثلاث حلقات مرت في هذا الشهر الكريم برهن الأستاذ و الفنان حسن الفذ على براعته في السخرية التي وصلت لقلب الجمهور المغربي الذي كان ينتظر مثل هذه القفزة.
يعد حسن الفذ أحد المشخصين و الممثلين الكوميديين المغاربة الذي استطاع أن يرسم خارطة لطريقه, كما أنه يعطي فرصة للشباب الصاعد, من بينهم “عبد العالي المهر, نرجس الحلاق, هيثم مفتاح, أسامة رمزي” و غيرهم من الشباب, إلا أننا نلمس نوعا من الشيزوفرينيا التي تعترض بعض متابعي الفنان حسن الفذ, منهم من انتقد شخصية كبور بكونها أصبحت نمطية و نفس المنتقدين عند عرض الجديد كانوا من أول المهاجمين, و وصف العمل بالحموضة, في حين هناك أعمال حقا (حامضة) و لا يعيرون لها الانتباه.
حسن الفذ, ليس فنان, بل باحث, فسلسلة طوندونس التي خرجت إلى أرض الواقع في هذه السنة كان بحث كبير من أجل جعله ناجحا و ردود أفعال ما بين معارض و مؤيد.
الباحث حسن الفذ, جاء للتعرية على واقع التلفزة الافتراضية التي أرهست قلوب المواطنين و المشاهدين بعدوى السكري, بل هناك وباء أخطر من كورونا الذي انتشر مؤخرا ألا و هو بلاء “التفاهة” تلك الأعمال التي تعرض في الويب المغربي, كل من كانت له كاميرا و حاسوب و شبكة واي فاي يقوم بإنشاء قناة على اليوتيوب و كل من حصل على إجازة يقوم بإنشاء جريدة إلكترونية.
إن الهجوم الذي كان لمجموعة من الفنانين كان هجوم لفظي, في حين الفنان حسن الفذ ظل صامد حتى أسعد متتبعيه بهذا العمل الذي سيشهد له التاريخ لما يحتويه من مهارات على مستوى التشخيص و الكتابة و الإخراج الذي كان تحت إدارته.
هو الفد الفذ في أعماله, إن هذا العمل الذي كان له نجاح مبهر على كافة المستويات, إلا أننا وجدنا الطوندونس المغربي تعتليه سلسلة تربي الطفل المغربي تربية حسنة عنوان مبهم و أفكار إيحائية لهذا الطفل المغربي.
في حوار لحسن الفذ يقول أن ما جعله يقوم بعمل هذه السلسة هو الاستفزاز, و ذلك نفس الاستفزاز الذي تعرض له كل المواطنين المشاهدين إلا أن السكيزوفرينيا هي مآل المنتقدين الذين ينتقدون من أجل الانتقاد, و لم نجد مقالا نقديا واحدا يحلل ما جاء به حسن الفذ مثلا في الحلقة الثانية في شخصية الطالب الذي تحدث باللغة الانجليزية و بالتالي كان يوجه رسالته للشباب الذي يرتد عن دينه و التصحيحات التي جاءت كرسالة لبعض الصحفيين الذين لا يمتازون ببراعة اللغة, كما أنه انتقد الأغاني التي تدعي أنها أغنية, كلها أشياء و رسائل ما بين السطور و بعض المتابعين يحبون الحامض فيتفهون أنبل الأعمال و يعظمون أذم الأعمال.
سلسلة طوندونس تحتاج لدراسة معمقة لأنها تحتوي على أفكار عميقة فكريا و كانت دراسة كبيرة من أجل إنتاج هذا العمل, الإهمال الذي تعرض له هذا العمل نجده في عشوائية القناة الثانية في موعد بث البرنامج الذي لا يناسب كافة المشاهدين, في حين نجد مجموعة من الأعمال تعرض في وقت الذروة, ما يسعنا إلا أن نقول للفنان حسن الفذ شكرا لتقديمك خدمة للشعب المغربي في المستوى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *