يوميات السجين رقم 7613 ” الجزء الاول “

4 مايو 2020 - 11:07 م

حفيظ حليوات

لم يتوقع عبد الرزاق وهو متوجه للقاء نادية صباح يوم الاربعاء 5 مارس 2006 نحو حديقة الحي المحمدي بالقرب من شارع الشجر ما سيحدث, فهي من اسرت على ضرورة حضوره لايجاد حل سريع قبل ان ينفضح امرها امام امها التي بدات تشك في انتفاخ بطنها منذ اخر مرة  جمعتهما بحمام الدرب.

استيقظ عبد الرزاق على الساعة 9 صباحا متعبا بعد صراع طويل مع النوم والشقيقة التي يخلفها برد الليل ,فعبد الرزاق كان  يشتغل ليلا كحارس للسيارات بالقرب من سينما الريف ,وبعد الظهر يبيع السجائر بالتقسيط براس الدرب,ورغم حياته البئيسة كان عبد الرزاق يملك قلبا طيبا دافئ, ويشهد له الكل بحسن الخلق والشهامة  وهو ما جعل نادية تعقد كل امالها في معاشرته وتقاسم ما تبقى من العمر تحت سقف واحد رغم جميع الظروف .

بسرعة وهلع ترك عبد الرزاق  غرفته الصغيرة دون افطار متوجها صوب محطة الطوبيس ,فنادية لم يسبق لها التحدث بهذه الطريقة منذ ان تعرف عليها صيف 2004 بشاطئ الصنوبر بالمحمدية, كما انها طول المكالمة لم تتوقف عن البكاء والتوسل لعبد الرزاق بضروروة الحضور, اشياء جعلت عبد الرزاق تائه يضرب الاخماس في الاسدادس «  طريق تديه وطريق تجيبواّ »

في طريقة الى مكان موعده وعلى طول المسافة لم يتوقف هاتف عبد الرزاق من الرنيين

الو…….فين وصلتي

قربتي……ولا مزال

الو……قربتي……….

ترجل  عبد الرزاق من الحافلة وقام في ثواني قليلة بمسح كلي لجميع جنابات الحديقة قبل ان تطئ قدماه الارض بحثا على نادية التي كانت تقف امام باب الحديقة تنتظره…..

تعطلتي……اعبد الرزاق

مالك انادية اش واقع؟……والو باس…..مالك تتبكي؟

شد عبد الرزاق على يد نادية واخدها الى احد الكراسي داخل الحديقة ليستفسرها حول الموضوع .

ردت نادية….والدتي تعرف انني حامل وتوعدت بان تفضحني امام اخوتي ان لم تتقدم لخطبتي هذا الاسبوع.

واش انت هبلة…..انا لست على استعداد وانت تعليمين ظروفي …..وزيدون …….ما شي انا لمحملك….انا شهر هاذي منعست معاك.

قامت نادية من على الكرسي دون ان تهمس بشفى حرف وهي تظرف انهارا من الدموع متوجهة نحو مصيرها المجهول,فاوقفها عبد الرزاق بعدما احس بهول المصيبة ودنائة ما تلفظ به قبل قليل

انت فين غادا ؟ وقفي نهضر معاك…..

سلت يدها من يد حبيبها وقالت له…..سمحت فيا اعبد الرزاق مثلما سمحت في الدنيا ……ماشي مشكل…. وتابعت نادية خطوتها دون ان تحرك ساكن,ما جعل الرزاق يثور في وجهها ويتحول وفي ثواني قليلة الى وحش ادمي,  فلم يسبق لنادية ان تركته مسمارا, ولم سبق لها ايضا ان خالفته الراي ….

انتهت حياة نادية التي لم تكمل 22 سنة من عمرها, كما انتهت حياة ما ببطنها حسب ما جاء على لسان عبد الرزاق بمحاضر الضابطة القضائية في الساعة 11.15 داخل حديقة الحي المحمدي بعد مجموعة من الطعانات …….التي تلقاها جسمها النحيف

تابع…………

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *