22.20 في زمن الكوفيد قانون قمع حق فطري:

3 مايو 2020 - 8:40 م

بقلم: منصف الإدريسي الخمليشي

يعتبر وباء كورونا أحد الأمراض التي اجتاحت العالم, قبل بضع شهور تناقل العالم هذا الفيروس, قد تكون خطة في إعادة تقسيم العالم, إلا أن المغرب و في ظرفية خاصة يستعد لإصدار قانون من أجل مصادرة حق الحرية في التعبير, و نحن على أبواب الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة في ديسمبر1993, حيث أعلنت على الاحتفال بهذا اليوم في كل ثالث أيام شهر ماي من كل سنة, المملكة المغربية تطبخ كعكة جاهزة, بقانون أصبح يعرف ب22.20 لجعل الصحفيين و الشباب و المواطنين في سجن و تكميم الأفواه, مما خلق ضجة في الأوساط الحقوقية و موجات سخرية عارمة جراء تسريب القانون من طرف أحد المؤثرين في العالم الرقمي.

إن وضع هذا القانون, يعتبر بكارثة و جريمة ضد الرأي و الانسانية, هو بمثابة تضاربات سياسية و انتقاما مما قام به الشعب الحر من أجل النضال السلمي عبر الوسائل الرقمية, مقاطعة المنتوجات, أبرزها شركة لتوزيع المحروقات و أخرى لصنع الحليب و أخرى تدعي أنها تنتج ماء معدني, كانت سنة2018, استثنائية بالنسبة للشعب المغربي الذي خرج في كل المنصات و كان تفاعل كبير مع هذه المقاطعة حيث كبدت للدولة خسائر تعد بعشرات ملايير الدراهم.

الحرية بشكلها العام حق ضمنه الدستور الكوني “القرآن الكريم” بعيدا عن إقحام الدين في السياسة بالرغم من أن السياسة هي جزء صغير من القرآن الكريم, الدستور المغربي عرف حرية الرأي و التعبير على أنها “حرية التعبير أو حرية الرأي هي الحق السياسي لإيصال أفكار الشخص عبر الحديث. يستخدم مصطلح حرية التعبير أحياناً بالترادف، ولكن يتضمن أي فعل من السعي وتلقي ونقل المعلومات أو الأفكار بغض النظر عن الوسط المستخدم.

يعتبر نزع الحقوق التي يكفلها الدستور من الجرائم ضد الانسانية شأنها كجرائم داعش و تعذيب مسلمي بورما و ما قامت به إحدى الجماعات بدولة الصين العظيم قبيل انتشار وباء كورونا, هذا التعذيب النفسي و تكميم الأفواه للشباب و قمع حرياتهم في التعبير والكتابة, من حق الكل أن يحتج, فلنفترض أنه تم تطبيقه و المصادقة عليه و نحن في حالة الطوارئ, سأترقب ما سيقع, بحكم جودة المستشفيات التي تتوفر عندنا نحن المغاربة سيخرج الجميع و أنا أولهم و سنخالف أوامر الحجر الصحي و حالة الطوارئ كأسلوب احتجاجي, لأن تكميم الأفواه يستعمل ضمن الاجراءات الوقائية و الاحترازية التي تستعملها مجموعة من الدول في الحد من انتشار هذه الجائحة و ليس كأسلوب احترازي لحماية الفساد الذي يقومون به و الاستثراء غير المشروع الذي ينهجه مجموعة من القادة السياسيين في المغرب و أروبا, بقانون 22.20 قد نكون عقدنا اتفاقية شراكة مع عقيدة “الكوتشية” المتبعة بشمال كوريا, التي تدعي الألوهية و الخلد, اليوم العالمي لحرية الصحافة يعتبر اليوم الذي ناضلت فيه مجموعة من المنابر الأممية من أجل كسب هذا اليوم كعيد عالمي, لماذا القمع و الديكتاتورية؟ قال عمر ابن الخطاب: “متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ و قال الله سبحانه و تعالى: “إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا” و في مثل شعبي مغربي “الحر بالغمزة و العبد بالدبزة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *