الإمامة و الإهانة في زمن كورونا

28 أبريل 2020 - 9:14 م

بقلم: منصف الإدريسي الخمليشي

إن الشجر في طبعه أخضر, و في الخريف أحيانا يصفر, و نحن في زمن الكورونا, و في عهد اتخاذ القوانين و الاجراءات الاحترازية, التي من بينها إغلاق المساجد التي أدت إلى جمود الحركة الأممية, خاصة الروحانيات التي تضررت نوعا ما, فشخصية الإمام و القيمين الدينيين أكثر تضررا من هذا الاغلاق المفاجئ, الذي جاء من أجل إعادة الاعتبار للمسجد الذي هجر و استبدل بالحانات و مقاهي الشيشة المشبوهة, الامام أحد أبرز الشخصيات التي تراعي للدين الاسلامي و يكون إماما عادلا و أحيانا واعظا مرشدا, أهم فترة تميز خدمة الامام هو شهر رمضان الكريم شأنه كالكساب الذي يجد رواجا كبيرا في عيد الأضحى, لكن الفرق بين الكساب و الامام هو أن الكساب يكون مأموم دائما و الامام إمام, فالكساب يشتغل طوال الوقت في الفلاحة و التجارة المتعددة, أما الامام مورد الرزق الوحيد هو الإمامة التي هي خير و تزيد الخير, إلا أن هناك سؤال يطرح, ماذا فعلت الدولة من أجل حماية هذا الامام؟
رمضان هو سيد الشهور عند الله و عندنا نحن المسلمين و خاصة الامام الذي يكون حينها كرجل أعمال قد يكسب أموالا تجعله يعيش لمدة سنة, لم تفعل الدولة أي شيء لحماية الامام اجتماعيا و خصوصا الأئمة الذين يعيشون في العالم القروي الذين كان أجرهم هو بعض المواد الأساسية التي يعطونها ساكنة الدوار.
الامام يعيش حالة مزرية تدعوا إلى القلق, أمين الأمم المتحدة لو كان عمله حماية الأئمة لأعرب عن قلقه في حين الدولة مازالت صامدة بدون تحريك أي ساكن, و هذا شيء يدعوا إلى الرأفة و خيبة الأمل, نحن في شهر الرحمة و ليس هناك رحمة لهذا الرجل الحكيم الذي يعتبر سيدا من أسياد الحي و القبيلة و المدينة و الدوار, لولا المحسنين لكان متسولا, حتى التسول أصبح مهنة محرمة في زمن الكورونا التي جعلت القطط و الكلاب يلتهمون الحجر و الأئمة ماذا سيلتهمون, حقا هذا شيء مؤسف, كوننا في دولة إسلامية و كان اعتناء جد ضعيف لجميع مكونات المجتمع و عدم الاهتمام بأحد بناة المجتمع في المجال الديني, الذي يحافظ على القيم الاجتماعية المندثرة.
إننا أمام معادلة الإمام و الدولة, الامام الذي صنع الدولة, و الدولة التي حرمت الامام من أبسط حقوقه, فجعلته هشا, أمر خطير يؤدي إلا حالات مرضية خطيرة, لولا القرآن الكريم أنه علاج للأمراض لكان جنون البقر سينضاف على الكورونا, عند إغلاق المساجد يجب اتخاذ تدابير من أجل سيرورة الامام التابع لوزارة الأوقاف و الشؤون الاسلامية.
لا يعقل أن الامام يوضع ضمن خانة موظفي الدولة و لا يتم احتسابه ضمن المتضررين من فاقدي الشغل فهذا يجعلنا أمام سؤال آخر, ما تعريف الموظف في المغرب؟ حيث و أن هناك موظفين كثر استفادوا من هذه المساعدة الاجتماعية الغير الكافية على سد رمق أسرة لمدة أسبوع, فكيف لا و أن واجبات الكراء و الماء و الكهرباء أشد مصاريف المواطن المغربي الفقير الذي لا يمتلك ملكا و غير مسموح له بذلك لأنه موظف روتيني فقط..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *