كورونا و رمضان إخوة في الرضاعة:

26 أبريل 2020 - 2:40 ص

بقلم: منصف الإدريسي الخمليشي

يكتسح شهر رمضان الكريم صبغة خاصة عند المسلمين و كذلك تقدير بعض الديانات, فهو شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن الكريم, شهر الرحمة و المغفرة و العتق من النار, يعرف إحياء قيم التعاون و التآخي و التضامن.
في زمن الكورونا التي استوطنت مجموعة الأوطان الاسلامية, تغيرت العادات فالتجمعات صارت فراق, و صلاة المساجد ممنوعة إلى إشعار آخر, فعنصر الدين الذي يعتبر هو أساس شهر رمضان الكريم, في زمن الكوفيد19, أصبحت تجمعاتنا محرمة و اسلامنا يتخذ طابع الفردانية, فهذا ما يجعلنا نحن المسلمين نشمئز من هذا الوباء و كذلك رحيل بعض العباد الشهداء من الدنيا.
في زمن الكورونا أصبحنا عالقين في الماء العكر و خصوصا و أننا نحتاج للزيارات و صلة الرحم, لكن السؤال المطروح هو كيف يمكن تجاوز أزمة الكورونا و مازال احتقار المواطنين من طرف مجموعة من السلطات و بعض الفاعلين الجمعويين, الذين يقومون بأعمال خيرية تقبلها الله في الميزان المقبول.
إلا أن هذه المساعدات يحولونها لشفقة و تحقير لهؤلاء الضعفاء الذين جعلهم الفقر يقبلون, فنشر الفيديوهات و التسجيلات الصوتية من أجل ممارسة الركمجة على هؤلاء المحتاجين, فقط في سبيل قنينة زيت و حبة دقيق, كورونا زمن التضامن فهي شبيهة برمضان في قيمها, فكورونا التي جاءت من أجل إعادة إحياء النفوس التي ماتت, فنحن هنا منا من زاد موتا و منا من استيقظ من سباته و منا من مارس هواية الانتقاص التي يتقنها.
التجمعات البشرية أمام مقر السلطة المحلية من أجل التسجيل بلوائح المساعدات الغذائية الأساسية فإذا بأعوان السلطة يستغلون الظرفية و يقومون بعملية السمسرة في هؤلاء الفقراء المحتاجين بل هناك من قام ب (قمع) أصحاب الحاجة و الذين ملوا من مد الأيدي, فالحل أمام هؤلاء الذين يقمعون أصحاب الشرف و الكرامة هو جعلهم عبرة لكل قامع و ذلك بقمعهم أمام الكل و ذلك بإذاعة الخبر في القنوات و الصحف الكبيرة “العين بالعين و السين بالسين و البادي أظلم”
رمضان شهر العبادة, و الايمان و القرآن الكريم و في ظرفية كورونا جاء من أجل إصلاح النفوس الخبيثة التي ما فتئت تستغل هذا الشهر في النزاعات أو ما يعرف ب “الترمضينة” فالكل يعرف ذاته عن طريق الله و نسيان النزاع و البحث عن الصلح و الطمأنينة تزكية النفس و كورونا مصطلحان لصيقان بعضهما البعض حيث جاء واحد يتمم مهمة الآخر من أجل كسب أجر الصيام.

الأخوة التي تجمع رمضان بكورونا هي أخوة نزع القيم السلبية التي نهانا عنها الله سبحانه و تعالى, إن كان سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم جاء من أجل إتمام مكارم الأخلاق و رمضان جاء من أجل التفكر و التفكير و إعادة تحديث الجانب الروحاني في الذات الانسانية من أجل كسب الثقة الإلهية و الرضا النفسي, فكذلك كورونا جاءت من أجل محو العادات السيئة, فإصلاح النظام المغربي, من كل أطرافه تقريبا “الأمن, الصحة” حاضرين بشكل أساسي و هذا ما كان يطالب به المواطن المغربي بالإضافة إلى (الشغل) الذي لا يتوفر حاليا إلى إشعار آخر لكن تظل كورونا قامت بمهمة جبارة بالرغم من المعاناة الاقتصادية على الأقل رأينا على أرض الوجود الآية التي قالها الله سبحانه و تعالى “لمن الملك اليوم, لله الواحد القهار”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *