اسماعيل اعيش يكتب كورونا دروس وعبر وقلب موازين

3 أبريل 2020 - 7:02 م

بقلم اسماعيل اعيش

في المجمل العام هي دروس وعبر، وليست مجرد جائحة أو فيروس تمكن من قلب موازين التفكير الاقتصادية والسياسية والإستراتيجية العسكرية في مقاربة الحروب حيث فرض على العالم المرور بدرجة قسوى إلى وضع معايير جديدة للنظام العالمي معايير لم تعد تقاس على الاحتياطي من العملة أو الاكتناز من الذهب والفضة وأساطيل الطائرات والعتاد العسكري …

هو نظام جديد رأس ماله الكائن البشري ومدى قدرته على الصمود والتفاعل مع حرب خفية غير معلومة وخصم يحقق أهدافه الخبيثة من الكائن البشري هدفا وغاية.

فيروس كورونا هو درس وعبرة لأنه عدو عنيد نذهب إليه لنجلبه معنا وبشكل إرادي وطوعي لاحتاج أن يبذل مجهود فهو مرتبط بسلوك بشري يتحدد معه انتشاره من عدمه .

فيروس كورونا وخلال شهر من مجابهة العالم له مع فرض حالة الطوارئ العالمية وتعليق الملاحة البحرية والجوية… الأمر الذي يعطي انطباع راسخ أنه موجة عنيفة من الموت السريع لها من الانعكاسات والتأثيرات البعيدة المدى تتجاوز الضحايا إلى تغيير أرضيات وسلوكيات تصور الكائن البشري لعلاقته مع الدين والدولة والنظام العام فهو تجاوز الجميع لأنه ملاصق للسلوك البشري وتفاعلاته في محيط ترابي معين، فبقدر تقدم الأنظمة والدول وامتلاكها للتكنولوجيا والمعرفة بقدر ارتفاع عدد الضحايا وانتشار الوباء…

هل كورونا تعيد إنتاج فهم جديد للدولة والنظام العام بعيدا عن احتكار القوة والسلطة.؟.

هل كورونا تطرح إشكاليات جديدة عن وهم احتكار القوة في العالم. ؟.
هل كورونا قدر إلاهي منزل يعيد ترتيب وتصريف بعد الامور في علاقته بالكائن البشري ؟.

هل كورنا حقيقة طبيعية تهم إعادة انتاج الطبيعة لنفسها بشكل يضمن توازن بيولوجي معين ؟.

في ظل هاته المعطيات تبقى كورونا حالة وبائية سجلت نفسها كرقم صعب في تاريخ البشرية وجعلت من الكائن البشري حبيس نفسه يواجه سلوكه الذي راكمه لعديد القرون لم يعد يبحث عن الانتصار والقضاء على الوباء بقدر ما أنه تكيف مع الهزيمة وعدم القدرة على المجابهة بشكل سريع لدرجة حماية ما تبقى من البؤر الغير مستهدفة من الفيروس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *