مرحبا بك في المملكة المغربية

29 يناير 2020 - 8:00 م

حفيظ حليوات

كان ينتظر الفرصة ليتكلم بأسم شباب القرية و يوضح ان موت خالتي «  الزاهية » لم يكن بسبب مرض السرطان كما اشاعت له بعض الجرائد الصفراء, وبان الشاب المعاق « لحسنّ » لم تصله جميع التبرعات التي توصلت بها احدى الجمعيات الخيرية , كان يريد ان يفضح ما يقوم به الشيخ والقايد وخطيب الجمعة, فمنذ ان سمع بحضور وزير  « الملك » الى مدينته الميتة في قلب المغرب النابض وهو يستعد كطفل صغير طالت عليه ساعات ليلة العيد لارتداء ملابسه الجديدة.

يقف “علي” امام صديقه “احمد” في احترام تام لاكثر من عشرين مرة في اليوم , يسرد ما استطاع كتابته من سطور ويطلب راي صديقه في خطابه قبل اليوم الموعود .

نعم اليوم الموعود, غدا موعد حضور وزير الملك ,تحولت مدينتي بنسليمان الى عروس,امام باب العمالة اشجار جديدة, اعلام ملونة , رقصات الشيخات, و صيحات عبيدات الرمى,اختلطت الجلاليب والطرابيش وتفرقت ملايين الابتسامات .

دخل علي الى قاعة الحفلات بالعمالة وهو يرتجف من كثرة الخوف , بدا يحملق في هذا الكم الهائل من الحضور, يبحث عن صديقه احمد الذي وعده بالحضور قبل دخول وزير الملك الى القاعة, ابناء خالتي «  الزاهية » في الصف الاول رفقة الشاب المعاق ,خطيب الجمعة يفتتح اللقاء بايات بينات من الذكر الحكيم , الشيخ والقائد يجلسان بجانب علي ,ويبدا التصفيق قبل ان ينطق وزير الملك بشفى حرف من خطابه الممنوح .نحن…..تم …..شعبنا العزير…….ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

استغرب علي وحاول ان يستوعب ما يدور حوله, اين شباب المدينة اين, اللافتات اين شعارات الغضب, اين احمد فهو من تكلف بكل شيئ.ولماذا ابناء خالتي الزاهية والمعاق لحسن بالصف الاول يجلسون, ملايين الاسئلة لم يجد لها جواب.

نهض من على كرسيه وتوجه صوب باب القاعة لعله يجد جواب او صديق,تبعه الشيخ وقدم له برنامج اللقاء وهو يضحك بصوت عالي,اخذ علي البرنامج

ايات بينات من الذكر الحكيم.
تكريم ابناء خالتي الزاهية
تكريم الشاب المعاق
برقية ولاء
حفل شاي على شرف وزير الملك

طأطأ “علي” رأسه ونظر حوله فوجد كل الحضور يبتسمون,مزق خطابه وبدا يصفق و يضحك بصوت عالي, صوت اقوى من صوت الشيخ ثم تقدم لطاولة الحلوى لعله يفوز بواحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *