غير سير أعبد الله ” الله يهنيك “

4 مايو 2019 - 10:45 م

حفيظ حليوات

“غير سير اعبد الله” هي لازمة لابد “لشعيبة” ترديدها في المسرحية كلما احس ان الجمهور تعب من كثرة  التنقلات المثيرة والمحزنة في جميع مراحل مسرحية المرمدة , “غير سير اعبد الله” الله يهنيك.

عبد الله هو مستقبل هذا البلد الحزين ,هو نقطة الضوء في قبيلة “كبور مبروم لحواجب” هو الانقلاب الصعب والمستحيل,عبد الله هو التجرد والانسلاخ عن ماضي هذه الامة وعن تاريخها المزور , عبد الله هو الابتعاد عن الخرافة وحكايات الجدات ورائحة ما تبقى من تراب مبلل على ارصفة وشوارع هذا الوطن  ,عبد الله هو الحقيقة المطلقة التي يجب ان يؤمن بها كل المغاربة, عبد الله هو الوحيد “لعاق بكري في هاذ لبلاد”وقرر ان يهرب قبل ان يستفيق الفروج  ويبوح بما رأته عيناه وما سمعته اذناه,لهذا نجد “شعيبة” وفي جميع مراحل المسرحية يحارب نفسه فلا هو يستطيع ان يطيح بكلام” القيد” ولا هو قادرا على ترك عبد الله الذي اراد له الرحيل منذ نعومة اظافره او بالاحرى منذ موت السعدية التي تلعب دور الام والارض في مسرحية قرر فيها السيناريست بقاء عبد الله ” معرفتش علاش ” وهو ما خلق ذاك النفور بين شعيبة واحمد السناريست طبعا.

كبر عبد الله واصبح ذا قد وقوام وكلمة مسموعة ,كبر عبد الله وكبرت معه أحلام قبيلة “كبور” التي عاش سكانها على الخرافة والذيب مؤنسين انفسهم بملاحمهم ودورهم الجبار في اخراج المستعمر الفرنسي, الذي عتى في الارض فسادا.كبر عبد الله ويا ليته لم يكبر ,ففي كبر عبد الله شقاء شعيبة و عزبات قبيلة  “كبور مبروم لحواجب” ومجوعة من الشباب العاطل الحالم بالغربة.

في استقبال عبد الله والوفد المرافق له من مسؤولين ورجال اعمال , كان على جميع  عزبات القبيلة وقبل بزوغ الفجر تزين ايادهن وارجلهن بالحنة وتيميجة وارتداء اجمل ملابسهن ,فعبد الله شاب اعزب مثله مثل هذا الوطن ويجب ان يظفر باجمل الجميلات و باحسنهن نسبا وشرف,فهذه وصية السعدية لزوجها “شعيبة” قبل رحيلها الى دار البقاء .

كان سكان القبيلة ينتظرون من عبد الله حفر بئر جديدة .وتشيد مدرسة لاطفال القرية, ومسجد صغير يجتمع فيه شيوخ القبيلة بعد كل صلاة بدل تجمهم على رقعة ضامة امام حانوت” با لكبير “. مجموعة من الاحلام التي رسمها السيناريست بفصول المسرحية لم تحقق,او بمعنى اصح رفض شعيبة تجسيدها,فهي لن تفيذ في شيئ بعد موت الارض, عفوا بعد موت السعدية وبعدما قرر عبد الله الرحيل هو والوفد المرافق له.

“غير سير اعبد الله” كانت اخر كلمات نطقت بها شفاه شعيبة بالمسرحية, وكانت هي الحل الوحيد لقبيلة “كبور مبروم لحواجب” التي لا زال عزباتها بارزات في انتظار عريس جديد يغتصب انوثتهن كما اغتصب هذا الوطن……..يتبع

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *