شطحات شيطان ” الجزء الثاني “

26 يناير 2019 - 7:15 م

حفيظ حليوات

من كثرة التعب والتفكير في مستقبلي المجهول تسللت الى حديقة احد الفيلات الفاخرة لعلي اجد مكان ارتاح فيه لبعض الوقت, تم اتابع مسيرتي اللامنتهية في الغربة, مسيرة كان لابد لي ان اركبها كباقي شباب المدينة خصوصا بعدما رزقت بطفلة إتفق افراد الاسرة جميعا بعد مجيئها ان تشبهني تماما ,كما أتفقوا ان ايطاليا هي الحل الوحيد لتأمين مستقبلي ومستقبل اسرتي الصغيرة..

استغرقت رحلتي من مدينةجنوىالايطالية نحو جزيرةسارديناثماني ساعات بالباخرة لم اتذوق فيها طعم الاكل لانني وببساطة لم اكن اتوفر على «  اورو » واحد, فقط علبة سجائر من نوعدياناهي من كان دخان سجائرها يؤنسي في رحلتي الطويلة ,انتظرت حتى انتهى جميع المسافرين من وجبة عشائهم  ,تم بدات ابحث في بقايا اكلهم تاركا عزة نفسي مع ما تبقى من ملابسي وبعض الصور التذكارية التي اخذتها انا وزوجتي وابنتي الصغيرة بمدينة الصويرة قبل الهجرة في محفظة احملها على كتفي..

بعد وصول الباخرة الى ميناءبورتو روتوندوحوالي الساعة السادسة صباحا , نزلت كباقي المسافرين مع فارق بسيط جدا , وهو انني لا اتوفر على عنوان ولا على وجهة, ومن كثرة التعب والتفكير في مستقبلي المجهول تسللت الى حديقة احد الفيلات الفاخرة بعدما بحث كثيرا بشواطئ البحر عن مكان ارتاح فيه لبعض الوقت تم اتابع مسيرتي اللامنتهية في الغربة, فجاة احسست بيد تلامس شعري وصوت تغلب عليه لغة العطف قبل الغضب إنهض…… إنهض  ” سينيور ” .

استفقت على اعينن ترمقني و اشخاص تتحوار في ما بينها حول وجودي في حديقتهم وما سيفعلون إتجاهي ,تحركت ببطئ شديد حملت محفظتي ونهضت خائفاهاربا لكن السيد «  فيليبو «  الذي ساعرف اسمه فيما بعد, شد على يدي وهدأ من روعي واخدني الى داخل البيت…..وبسرعة اتت لي السيدة ” ماريانا ”  ام  ” فيليبو “بحساء ساخن وقطعة خبز والقليل من الجبن الاصفر المعروف في ساردينيا.

اتفقت مع الحراك «  حسن ّ »  موظف بإتصالات المغرب ببنسليمان  ان اجمع له الشباب الراغب في الهجرة وعند اكتمال 20 شاب سادفع 2 مليون فقط, فانا لا اتوفر على مبلغ 6 ملايين ,وبعد حوالي الاسبوع تقريبا إستطعت ان اتوسط لخمس شباب ما جعل « حسن «  يثق بي ويطلب مني ان اقوم له بعمل اخر مقابل « تمكيني ّ »من الفيزا دون مقابل, وهي تزوير عقود الزواج بتبديل اسماء الازواج,فهو يعرف مهارتي في التعامل مع الحاسوب والسكانير  انذاك .

ترددت في الاول  لكنني  بدات في تناول الحساء الساخن خصوصا وان السيدة «  ماريانا ّ » كانت تبتسم لي وتحفزني على الاكل .

وبعد انتهاءي من تناول اول وجبة متكاملة منذ حلولي بالديار الايطالية ,سالتي السيدة «  ماريانا ّ » عن اسمي وجنسيتي وكيف دخلت الى الفيلا……

قبلت بطلب « حسن ّ » وبدات فعلا في تزوير عقود الزواج  وبطريقة احترافية ,ما ادهل « حسن ّ »وجعله يطلب مني تزوير اوراق اخرى مثل «  شهادة العمل وشهادة الدخل وشهادة العطلة ّ » مقابل 2500 درهم للمرشح الواحد ,مبلغ كان كبيرا بالنسبة لي ,وكان مريح بالنسبة لحسنحيث كان يسافر كل يوم الى مدينة خريبكة من اجل تسوية هذه الشواهد…………………….يتبع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *