عندما يتحول الصحفي الى منعش عقاري……فابتعدوا من تتبع الاخبار

20 ديسمبر 2018 - 5:32 م

حفيظ حليوات

لم استغرب حينما علمت ان القلم الحر وصاحب اكبر واقوى جريدة ورقية بالمغرب قد تحول الى منعش عقاري ,وبدا فعلا رفقة اصحاب المال والاعمال في بناء احد التجزيئات الفارهة بشواطئ المنصورية,فانا اعلم طينته جيدا كما اعلم ما يدور “بطينطوه” الذي كبر من قلة الحياء ,فنحن من مدينة وحي واحد, حي تشهد ازقته الضيقة ورائحة خبز فرنه الوحيد قبل سكانه على مكر وإنتهازية هذا المخلوق الغريب .

إنكشفت عورة حارس الفضيلة وزعيم الحياد فخاب ظن متتبعي الدونكشوت بعد التحول المفاجئ الذي اصابه, وتيقن كل المشككين ان المصالح هي من تملي عليه كتابة اخباره البئيسة بئس وجهه قبل ان تزرع ” الزرقالاف ” الدم فيه .

انا اليوم لا القي اللوم عليه فلطالما تقاسمنا 2 دراهم زيتون كحل وخبزة,كما انني لست بالحاقد ولا حتى الشامت ,انا اريد فقط ان اذكره بالمغاربة ومعاناتهم, اريد ان اذكره بالأم القابعة امام مستشفى حكومي لا شيئ فيه سوى ممرضتين وطبيب عابس وحارس امن غاضب وقطط هنا وهناك ,أم تنتظر موعدا من اجل طفلها المحموم, موعد يصل او لا يصل ,اريد ان اذكره بسكان الدواوير الغير بعيدة عن مدينة بنسليمان, وهم لازالوا يعانون ليلا مع ضوء الشمعة الباهت, ونهارا مع حر الشمس الحارقة و صقيع البرد القارس, في بيوت تشبه الى حد كبير بيوت كلاب اصحاب المال والاعمال .

الله يزيدك وبارك ليك ,فانا لست ضدك ولا ضد غناك ,بل اريدك ان تعود من جديد ,اريد من قلمك كتابة الاحرف بالدم والحسرة, وبان يعود متتبعيك لانتظار عمودك كل صباح قبل تناولهم وجبة الافطار ,اريد ان يلعلع اسمك في كل فضائات هذا الوطن الغالي علينا, اكثر من لعلعة الرصاص في اجساد شباب انهكها سم الحشيش وماء الحياة ,لم اقل انه كان من الواجب عليك التعاطف مع اسود الريف ولا مع نسور جرادة ,ولا مع الزميل بوعشرين ولا مع المهداوي ولا مع …………. بل انتظرت كباقي المغاربة الذين ساهموا ب 0,5 فرنك بان تقول كلمة حق فقط .كلمة تلملم جراح وكبرياء المغاربة الاحرار, وتحرك الخوف في قلوب التجار ,تجار باعوا مغربنا الحبيب في سوق النخاسة.

اعلم انك تتحسر الان رغم ما اصبحت عليه من مال وجاه ,ورغم الابتسامة الصفراء التي تتصنعها امام احبابك واسرتك ,اعلم جيدا انك تريد العودة ومشتاق الى ماء منبع عين الشعرة وفران الوافي ,والى الوقوف كل مساء امام ثانوية الحسن الثاني رفقة الاصدقاء وانتظار وجبة عشاء ربما تكون او لا تكون.

فالى متى ستضل بعيدا عن معاناة سكان هذا الوطن…….؟؟؟؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *