شطحات شيطان ” الجزء الاول “

29 نوفمبر 2018 - 5:09 م

حفيظ حليوات

من كان يتوقع أن تصل بي الأمور إلى هذا الحد, من قال أنني وبعد كل هذه السنين سأغرم وساحب , فانا الذي امتهن لعبة الحب لسنين, ومرت أيام شبابي بين أحضانهن ولعب الشطرنج,أنا الذي لا ينبغي للشمس أن تطلع صباحا ,الا وانأ حائر أتطلع في براءة جسم فتاة نائمة بجانبي بلا خوف.
كنت شقي بعض الشيء مع النساء وكان قلبي يتسع لألف حب دفعة واحدة,فلطالما حرصت على جمال مظهري رغم قلة الإمكانيات ورغم الفقر ,لكنني كنت أتوفر على أقوى الأسلحة…. انه سحر الكلمات والاختيار الصائب للفتيات. كنت أستطيع أن استنشق رائحة عطورهن من بعيد ,واحدد أنواعهن واختار بدقة اقل وأقوى الكلمات ,كلمات تكسر حصنهن المنسوج بإتقان, كلمات تفتت فرعونية الأنوثة بداخلهم, وتحدد لي موعد ومكان.
{ كان يا ما كان.}
مرت السنين وتغيرت لغة الكلام,وأصبحت لا استنشق إلا رائحة المطبخ,زيت, سكر,لحم ودجاج ,تغربت سنين طويلة نمت في العراء استعبدت رغم أنني ابن الأحرار,اتسخت لغتي بعدما اختلطت عليها اللغات والجنسيات ,سرقت….. كذبت… تخدرت…. من اجل العيش هناك,لم تعني كلماتي واشتقت لأحضانهن… لأيدهن…. وهي تمشط شعري واشتقت ايضا إلى تلك الجملة { لا تحزن غادي يفرجها ربي }.

استحضرت كلام ناس زمان بعدما ضاق بي الحال هناك { قطران بلادي ولا عسل البلدان} وأنا الذي كنت اكره هذه المقولة وانعت قائلها بالفشل وقلة الحيلة. عدت أدراجي عدت إلى لغتي التي تعرفني واعرفها جيدا, عدت من اجل العيش فقط رغم أنني اعلم مر القطران واعلم ما يقع من تسلط وطغيان.
وككل الأشياء في الطبيعة لا بد لكلماتي أن تتغير وتغير اتجاهها,جندت قلمي من اجل الدفاع عن حقوق سكان المدينة رغم علمي بتخاذلهم و خوفهم من جبروت المخزن, لكنني اجد انه مرة مرة, تخرج من بين الضلوع كلمات جميلة قررت دفنها قديما وجعلتها حبيسة بداخلي أعيش بها لوحدي ولا أريد لها الخروج ولا أريد أن تشاركني فيها إحدى الفتيات فانا أخاف أن تقع في الشرك المخبول بين الكلمات,فانا سيد الكلمات……. يتبع

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *