الجندي احمد عزيز عاش مظلوما…… ومات مبتسما

7 سبتمبر 2018 - 1:21 م

لروحه الطاهرة اعيد نشر قصة هذا الجندي المنحدر من منطقة سيدي بطاش بإقليم ابن سليمان.

عبد الكبير المامون / رئيس التحرير

“انه زمن الحكرة والظلم” بهذه العبارة استقبلنا الجندي المتقاعد احمد عزيز بأحد مقاهي مدينة ابن سليمان الاسبوع الماضي وعيناه مغرورقتان بالدموع بعدما ظل أسابيع يرفض مقابلتنا بسبب درجة اليأس التي بلغها بعدما انهكته قساوة الزمن.

” عييت من الكتبة في الجرائد وكتابة الشكايات والمحامين والمسؤولين، حتى واحد ما انصفني، وانا اللي كليت الرمل وسهرت ليالي وايام بالجوع والعطش وبقيت بلا ولاد باش نحرس الحدود ديال بلادي، وملي رجعت باش نرتاح تلقى واحد حينت عندو لفلوس والسلطة يحتل لي بلادي ويهدم الدار اللي كنت معول نعيش فيها بقية حياتي، علاش ما حماتنيش بلادي كيما حميت انا وغيري الحدود، واش هاذي ماشي ظلم وحكرة”.

تتلخص حكاية احمد عزيز البالغ عمره حاليا حوالي 60 سنة، قضى أكثر من نصفها بالقوات المسلحة الملكية المرابطة باقاليمنا الجنوبية حسب حكايته لنا وحسب الملف القضائي الكبير الذي يتابطه أينما حل وارتحل ولا يفارقه حتى في نومه بحيث أصبح يتخذ منه وسادة له لما تغفل جفونه، ورزمة من قصاصات المقالات الصحفية المتضمنة لشكاياته الموجهة للجهات المسؤولة إقليميا ومركزيا بعدد من الجرائد الوطنية اليومية والاسبوعية طيلة العشرين سنة الماضية، في كونه اشترى سنة 1986 عقارا بمركز جماعة سيدي بطاش بإقليم ابن سليمان عبر وثائق قانونية وترك بالمسكن الذي اشتراه مع العقار أفراد أسرته، قبل أن يفاجأ بأحد أشقائه يراسله وهو بثكنته العسكرية بالأقاليم الجنوبية للمملكة ويشعره بأن أحد الموظفين الساميين بوزارة العدل قد استولى على العقار الذي اشتراه برفقته، واستصدر حكما سريعا من المحكمة تم على أثره وبسرعة أكبر هدم مسكن الأسرة وتشريد أفرادها واحتلال العقار من طرف الموظف المذكور.

ويضيف أنه بعد رجوعه من التجنيد وجد شقيقه قد توفي من جراء”الفقصة” كما يقول، فيما سافرت شقيقته رفقة زوجها إلى فرنسا حيث تشتت الأسرة ليجد نفسه بالشارع، ولما قرر مواجهة الموظف السامي لاسترجاع عقاره المسلوب منه تم اعتقاله، ليقرر بعد خروجه من السجن متابعة الملف من بعيد عبر توكيل محامين للدفاع عنه، لكنه يقول ان المحامين يتراجعون عن هذا التوكيل بمجرد علمهم بأن المشتكى به هو الموظف السامي بوزارة العدل ويرجعون إليه الاتعاب التي تسلموها منه، رغم أن كل الوثائق التي بين أيدي هذا الجندي الذي يحس ب”الحكرة والغبن” تؤكد ملكيته للعقار بل إن بعضها مجموعة من الشهادات تورط المسؤول المذكور وبعض المسؤولين بالجهاز القضائي والمحافظة العقارية بالتزوير والانحياز للموظف السامي. ويضيف هذا المواطن الذي تبقى حالته من بين العشرات من الحالات المماثلة التي تعرفها المنطقة، بأنه كلما تشبث بالدفاع عن أرضه وزاد إصراره على استرجاعها تتضاعف معاناته بعد أن يتم إدخال ملفه للحفظ بتدخل من الموظف السامي أو بتدخل من أحد الأطراف التي سبق لها أن أقامت وليمة بمدينة المحمدية من أجل التأثير على الضحايا.

يحكي هذا الجندي الذي أصبح حسب تصريحاته ينتظر حكم الله بعدما ياس من حكم القضاء في استرجاع عقاره المسلوب، إن آماله كانت جد كبيرة مع تعيين الوزير الاتحادي محمد بوزوبع على رأس وزارة العدل وكان يأمل أن يوضع حد لمعاناته لكن آماله كلها تبخرت مع مرور الوقت خصوصا ان الموظف الذي يتهمه الجندي باحتلال أرضه وهدم مسكنه وتشريده رفقة أفراد أسرته وكان سببا في موت شقيقه بتواطؤ مع القضاء كان يتلقى سنة بعد أخرى، وهي الآمال التي فقدها بصفة نهائية مع تعيين وزير اول من الحزب الذي ينتمي إليه الموظف السامي، ولم يبق له حسب تصريحاته إلا امل وحيد هو صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي التمس في آخر تصريحاته لنا والدموع تنهمر من عينيه تدخله لاسترجاع أرضه التي أضاع في أضاع في سبيلها كل مدخرات سنوات عمله بالقوات المسلحة الملكية.

ملحوظة: المقال نشرته يوم السبت 17 نونبر 2007 بجريدة الأحداث المغربية في ركن حالة إنسانية تحت عنوان” جندي يعود من الصحراء المغربية ليجد بيته هدم وأسرته شردت”.

اليوم وبعد وفاة الجندي احمد عزيز شهر غشت 2018 وفي قلبه شيء ما اتمنى ان يتم أنصاف زوجته التي بقيت وحيدة دون معيل من طرف الدولة المغربية. رحم الله الجندي احمد عزيز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *