لم يدُرْ ببال الطفلة “فاطمة” (اسم مستعار)، ذات الـ3 سنوات، أن رُجُوعها من حضانة بمؤسسة للتعليم الخصوصي بمدينة تكوين ضواحي أكادير، بعد انتهاء الحصص الزوالية، ستُحِسُّ معه بآلام حادة ناجمة عن جروح على مستوى أماكن حساسة من جسدها.

كانت “فاطمة” تستقل سيارة للنقل المدرسي تابعة لمؤسسة خاصة لتأمين تنقلها من وإلى بيت أسرتها بأحد أحياء “تيكوين”، وكلها شوق للاصطفاف إلى جانب زميلاتها وزملائها لتعلم بعض الأبجديات التربوية قبل بلوغها السن القانونية للتمدرس.

وفي مساء أحد أيام الأسبوع الماضي، توقفت حافلة النقل المدرسي عند منزل أسرة الطفلة كعادتها، نزلت “فاطمة”، لكن ملامحها أخفت كابوسا مرعبا، ومنذ النظرة الأولى لوالدتها، تفاجأت ببنتها بدون وزرتها المدرسية، ففطنت إلى كون الأمر غير مألوف، وبمجرد ما دخلت البيت شرعت الطفلة في الصراخ والبكاء؛ والسبب حدة الألم.

“ماما ماما ..حاحا حاحا”، بهذه العبارات الطفولية البريئة دلت الطفلة والدتها على مكان الجرح، مما أدخلها في حالة هستيرية لهول ما اكتشفته، فلم يكن لها خيار غير نقل الخبر “المُفجع” إلى زوجها، الذي أجهش بالبكاء لِهَوْلِ ما اقْتُرِفَ في حق ابنته، فسارع إلى توجيه فلذة كبده صوب قسم المستعجلات بمستشفى أكادير.

كل الفحوصات الطبية بينت فقدان الطفلة لعذريتها، لينزل الخبر كالصاعقة على قلبي والديها، اللذين يتحملان أعباء توفير مصاريف تدريس ابنتهما بمدرسة خصوصية رغم قلة ذات اليد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *